شقت طريقها إلى خارج المكان بصعوبة، وأخبرت أندرو أنها منهكة بشدة حتى إنها لا تستطيع أن تأكل لقمة واحدة أخرى، ثم توجهت إلى الصالة في الباحة الأمامية.
وبينما هي عند الباب السلكي، لفحت آخر نسمة من الرياح الخفيفة بشرتها وملابسها المتربة المبللة بالعرق، واشتاقت إلى الليل بسكونه العميق، وإن كان لا يوجد مثل هذا الليل - على الأرجح - في الأنزال. وإلى جانب الصخب الموجود في غرفة الأكل، استطاعت أن تسمع قرقعة في المطبخ وصوت تطاير فضلات الطعام خارج الباب الخلفي، التي كانت تلقى بكميات كبيرة في المكان المخصص لأكل الخنازير، هذا إلى جانب صوت الخنازير وهي تتلقفها. وكانت تسمع في الفناء أصوات الأطفال العالية ومن بينهم أطفالها. كانت تسمعهم يقولون: «سوف أمسك بك بكل تأكيد سواء أكنت مستعدا أم لا.»
صفقت صائحة: «روبي، تومي! جوني أحضر الأولاد الصغار إلى الداخل.»
عندما رأت أن جوني قد سمعها، لم تنتظر، بل استدارت وصعدت السلم. •••
نظر جوني إلى أعلى وهو يجر إخوته إلى الداخل ليرى أمه وقد صعدت إلى أعلى السلم، وقد كانت تنظر إليه نظرة فيها فزع وبرود، كما لو كانت لا تعرفه أصلا. نزلت درجة من درجات السلم ثم تعثرت ثم عدلت وضعها على الفور وأمسكت بالدرابزين. رفعت رأسها ونظرت إليه في عينيه، لكنها لم تستطع أن تتحدث. صرخ وصعد السلم مهرولا وسمعها تقول بصوت لاهث تقريبا: «الطفلة ...»
قصدت أن الطفلة اختفت. لم تتبعثر الوسادتان ولا الغطاء الذي وضع بينهما فوق اللحاف. التقطت الطفلة بعناية وخطفت.
أدى صراخ جوني إلى تجمع الناس على الفور. وانتقل الخبر من شخص لآخر. وصل أندرو إلى ماري وقال لها: «هل أنت متأكدة ؟» ثم واصل طريقه متجاوزا إياها إلى الغرفة. صرخ توماس بصوت الطفل الصغير الحاد قائلا إن الكلاب قد أكلت طفلته.
صرخت المرأة المسئولة عن النزل، كما لو أنها تتعامل مع رجل كبير قائلة: «هذا كذب، هذه الكلاب لم تؤذ أحدا في حياتها من قبل، فهي لم تكن لتقتل حتى جرذ الأرض.»
قالت ماري: «لا، لا.» جرى توماس إليها، ووضع رأسه بين رجليها، ثم جلست منهارة على درجات السلم.
قالت إنها تعرف ما حدث. حاولت أن تلتقط أنفاسها، ثم قالت إنها بيكي جونسون.
Shafi da ba'a sani ba