قال أندرو، وكأن بيكي لا أذن لها: «ونحن عندنا جيران أيضا، لكنهم لا يأتون إلينا ويجلسون في بيوتنا هكذا.»
ردت ماري محاولة أن تسكته: «لقد كانت تساعدني أكثر من أي شخص آخر. وكان أبوها رجلا أبيض.»
قال أندرو: «حسنا»، كما لو أنه كان يريد أن يقول إن ثمة طريقتين للنظر إلى هذا الأمر.
قالت ماري: «لا أعرف كيف يمكن أن يختفي الصندوق من أمام عيني هكذا؟!»
ثم أدارت وجهها عن أخي زوجها ونظرت إلى ابنها الذي كان قرة عين لها.
ثم قالت له: «جوني، ألم تر الصندوق المعدني الأسود؟»
كان جوني يجلس على السرير السفلي في السرير المتعدد الطبقات - الذي كان خاليا من الفرش - ليعتني بأخويه الأصغر منه روبي وتومي كما طلبت منه أمه. ابتكر لعبة، وهي أن يسقط ملعقة بين شرائح أرضية المكان الخشبية ثم يرى من منهما يستطيع أن يخرجها قبل الآخر. وكان من الطبيعي أن يفوز دائما روبي، حتى عندما يطلب جوني منه أن يتباطأ قليلا وأن يعطي فرصة لأخيه الصغير. كان تومي في حالة من الإثارة حتى إنه لم يكن يعبأ - فيما يبدو - بما يحدث؛ إذ قد اعتاد على مثل هذه المواقف من قبل لكونه الابن الأصغر.
هز جوني رأسه نافيا رؤية الصندوق، وكان ذهنه مشغولا، ولم تنتظر ماري منه ما هو أكثر من ذلك. غير أنه تحدث فجأة كما لو كان قد استجمع للتو سؤالها الذي طرحته.
وقال: «جيمي يجلس عليه، بالخارج في فناء البيت.»
ولما خرجت ماري مهرولة، وجدته لا يجلس عليه فحسب، بل غطاه بمعطف والده، وهو المعطف الذي تزوج به ويل. لا بد أنه جاء بهذا المعطف من صندوق الملابس الذي كان موجودا في العربة بالفعل.
Shafi da ba'a sani ba