ولكن لماذا يتحمل أحد عناء إضافة اسمي الأب والأم لهذا الشاهد الجديد الموضوع على قبر أندرو وأجنيس؟
يبدو الأمر كما لو أن موت مثل هذا الأب ودفنه أمر يستحق التدوين مرتين.
يوجد قبر ماري المسكينة بالقرب من قبري أبيها وأخيها وزوجته أجنيس، وقد تزوجت في النهاية، ودفنت بجانب زوجها روبرت موراي. كانت النساء قليلات ومن ثم مقدرات في البلد الجديد. لم تنجب ماري وروبرت أطفالا، لكن بعد موت ماري المبكر، تزوج روبرت امرأة أخرى، وأنجب منها أربعة أولاد، توجد قبورهم هنا أيضا، وقد ماتوا في سن الثانية والثالثة والرابعة والثالثة عشرة على التوالي. ويوجد قبر الزوجة الثانية هنا أيضا ، وقد كتب على شاهد قبرها: «الأم». في حين كتب على شاهد قبر ماري «الزوجة».
وهنا قبر الأخ جيمس، الذي سافر من نوفا سكوشا ليلحق بهم أولا في يورك ثم في إسكوسنج، ويساعد أندرو في الزراعة. أحضر زوجة معه، أو تزوج واحدة من المجتمع الجديد. ربما ساعدت أجنيس في تربية أبنائها قبل أن تلد هي الأخرى؛ فأجنيس حملت عدة مرات، وربت الكثير من الأطفال. وذكر أندرو، في خطاب كتبه لأخويه روبرت وويليام في اسكتلندا، لإعلامهما بوفاة والدهم عام 1829 (بسبب السرطان، الذي لم يسبب له ألما كبيرا إلا عندما اقترب من الموت، بالرغم من «أنه أكل جزءا كبيرا من خديه وفكه»)؛ أن زوجته كانت تشعر بالضعف في السنوات الثلاث الماضية. قد تكون هذه طريقة ملتفة لقول إنها ولدت في هذه السنوات طفلها السادس والسابع والثامن. لا بد أنها قد استردت صحتها بعد ذلك؛ لأنها عاشت حتى تجاوزت الثمانين من عمرها. •••
وهب أندرو الأرض التي بنيت عليها الكنيسة، أو ربما باعها لمن بنى الكنيسة؛ فمن الصعب أن تقيس التدين مقابل المنطق التجاري. يبدو أنه كان ميسور الحال، وإن لم يعش الحياة المترفة التي عاشها والتر؛ فوالتر تزوج من فتاة أمريكية من مقاطعة مونتجوميري في ولاية نيويورك، كانت في الثامنة عشرة عندما تزوجته، وقد توفيت في الثالثة والثلاثين من عمرها بعد ولادة طفلها التاسع. لم يتزوج والتر مرة أخرى، ولكنه عمل في الزراعة بنجاح، وربى أبناءه وضارب في الأراضي، وكتب خطابات إلى الحكومة يشتكي الضرائب المفروضة عليه، وأيضا ليعترض على انضمام المقاطعة إلى أحد الطرق السريعة المقترحة؛ قال إن الفائدة ستعود في المقام الأول على الرأسماليين في بريطانيا.
وعلى الرغم من ذلك، فمن الثابت أنه هو وأخوه أندرو كانا يدعمان الحاكم البريطاني السيد فرانسيس بوند هيد، الذي كان يمثل بكل تأكيد هؤلاء الرأسماليين، ضد التمرد الذي قاده مواطنهم الاسكتلندي ويليام ليون ماكينزي، عام 1837. كتبوا إلى الحاكم خطاب تملق، بأكثر طريقة ذليلة في عصرهم. ربما يود بعض أحفادهما ألا يكون هذا الأمر صحيحا ، لكن لا يوجد ما نستطيع فعله فيما يتعلق بالأمور السياسية لأقاربنا، سواء الأحياء منهم أو الأموات.
وقد استطاع والتر أن يقوم برحلة إلى اسكتلندا، حيث صور نفسه وهو يرتدي ملابس اسكتلندية ويمسك طاقة من الزهور الشائكة.
يظهر أيضا على شاهد القبر الخاص بأندرو وأجنيس (وجيمس الأب وهيلين) اسم ابنتهما إيزابيل، التي ماتت مثل والدتها أجنيس وهي طاعنة في السن. كان تحمل اسم زوجها، ولكن لا توجد إشارة أخرى إليه.
وقد كتب بجانب اسمها: «المولودة في البحر».
ويوجد على هذا الشاهد أيضا اسم أول مولود لأندرو وأجنيس، الأخ الأكبر لإيزابيل، وكذلك تاريخ ميلاده ووفاته.
Shafi da ba'a sani ba