185

Manzar Daga Dutse Tsauni

المنظر من صخرة القلعة

Nau'ikan

فقال: «لم أكن أعلم أن هناك شقيقة كبرى لها، لم أكن أعلم ذلك، ولكن كنت أعرف فقط بيل وشيلا. كانا معتادين على النزول معنا لتجهيز الديوك قبل أعياد الكريسماس. لم تكوني هناك، أليس كذلك؟» «لم أكن بالمنزل آنذاك.» «بوب ليدلو. بوب ليدلو كان والدك. حسنا. كان لا بد أن يخطر لي ذلك مباشرة. ولكن حين قلت من حول بليث، لم أدرك الأمر. كنت أظن أن بوب ليدلو كان من مكان بالقرب من وينجهام. لم أكن أعرف أبدا أنه كان من بليث في الأساس.»

وضحك ومد يده عبر الطاولة ليصافحني. «حسنا. بإمكاني الآن أن أرى ليدلو فيك. أنت ابنة بوب ليدلو. أرى ذلك حول عينيك. لقد مر زمن طويل. مر زمن طويل.»

لست أدري إن كان يقصد أنه قد مر زمن طويل منذ كان أبي وأبناء والاس يذهبون معا إلى المدرسة في بلدة موريس، أم منذ كان هو نفسه شابا صغيرا قادما لتوه من هولندا، وعمل مع أبي وشقيقي وشقيقتي في تجهيز الديوك الخاصة بالكريسماس. ولكنني اتفقت معه في الرأي، وحينئذ قال كلانا إنه عالم صغير. قلنا ذلك، كما يفعل الناس عادة، بحس من التعجب والانتعاش. (حين ينزعج الناس من اكتشاف مثل هذا، فإنهم عادة ما يتجنبون القيام به.) أخذنا نستكشف الصلة بقدر ما طالت، وسرعان ما وجدنا أننا لن نجني الكثير من وراء ذلك. ولكننا كنا سعداء. كان سعيدا أن ذكره أحد بنفسه في شبابه، وهو لا يزال جديدا في القرية وقادرا على شغل أي عمل يعرض عليه، وكله ثقة في المستقبل الذي بانتظاره، وبمنظر هذا المنزل الجيد البناء بمشهده الواسع الذي يطل عليه، وزوجته الرائعة، وابنته الجميلة ريتشل، وجسده الذي لا يزال يقظا ونافعا؛ لقد بدا بالفعل وكأن الأمور قد دانت له تماما.

أما أنا، فكانت سعادتي لعثوري على شخص لا يزال يمكنه أن يراني جزءا من عائلتي، ويستطيع أن يتذكر أبي، والمكان الذي عمل وعاش فيه والداي طوال حياتهما الزوجية معا، بالأمل في البداية ثم بالكفاح المشرف؛ المكان الذي نادرا ما أمر به وأستطيع بالكاد أن أجد له رابطا بحياتي الآن، على الرغم من أنه لا يبعد عني أكثر من عشرين ميلا.

لقد تغير بالطبع، بل تغير كلية، وتحول إلى مستودع للسيارات الخردة. الفناء الأمامي والفناء الجانبي وحديقة الخضراوات وشرائط الأزهار، وحقل التبن، وشجيرات البرتقال المكسيكي، وأشجار الليلك، وجذل شجرة كستناء، والمرج والأرض اللذان كانا يوما ما مغطيين بحظائر الثعالب، سحقت جميعا تحت مد من أجزاء السيارات، وأجسام السيارات المفرغة من أحشائها، والمصابيح الأمامية المهشمة، وشبكات الرادياتور، ورفارف العجلات، ومقاعد السيارات المقلوبة بحشوها النتن المنتفخ، إلى جانب أكداس من الأجزاء المعدنية المطلية والصدئة والمسودة واللامعة، كاملة كانت أو معوجة، والتي لا تزال باقية وتقاوم عامل الزمن.

ولكن ليس هذا هو الشيء الوحيد الذي يجرده من معناه بالنسبة إلي. كلا. إنها حقيقة أنه على بعد عشرين ميلا فقط، وكان بمقدوري أن أراه كل يوم لو شئت؛ فالماضي بحاجة للتعامل معه من على بعد.

سألتنا والدة ريتشل إن كنا نود إلقاء نظرة على الكنيسة من الداخل قبل أن ننطلق إلى سكون، فلم نمانع. فترجلنا من على التل واصطحبتنا في ترحاب إلى داخل الكنيسة المغطى بالسجاد الأحمر. كانت رائحتها رطبة ونتنة قليلا كحال المباني الحجرية في الغالب، حتى حين يحافظ على نظافتها إلى أقصى حد.

تحدثت إلينا بشأن أحوال هذا المبنى وجماعات المصلين المترددين عليه.

أنشئت الكنيسة بأكملها قبل بضع سنوات وأضيفت تحتها مدرسة الأحد والمطبخ.

كان الجرس لا يزال يدق لإعلان وفاة كل فرد من أفراد الكنيسة، فكان يدق دقات بعدد سنوات حياة الشخص المتوفي. بإمكان كل شخص على مرمى السمع أن يسمع ويحصي عدد المرات التي يقرع فيها ويحاول أن يتوصل إلى هوية الشخص الذي يقرع له. في بعض الأحيان يكون ذلك سهلا؛ شخصا ينتظر موته. وفي أحيان أخرى يكون الأمر مفاجأة.

Shafi da ba'a sani ba