قلت إن أسبوعين يبدوان فترة طويلة للانتظار.
فقال الطبيب إن فترة أسبوعين في هذه المرحلة من المشكلة غير ذات أهمية.
لم يكن هذا ما دفعت لاعتقاده. ولكنني لم أتذمر بعد أن ألقيت نظرة على بعض الناس الجالسين في غرفة الانتظار. لقد تجاوزت الستين، وموتي لن يكون بالكارثة بالمقارنة بموت أم شابة، أو عائل أسرة، أو طفل. فلم يكن ليبدو ككارثة. •••
أصابنا الضيق لعدم تمكننا من العثور على السرداب؛ فوسعنا نطاق بحثنا. ربما لم يكن في بروس ولكن في جراي المجاورة؟ في بعض الأحيان لم نكن على يقين من أننا على الطريق الصحيح، ولكن دائما ما كنا نصاب بخيبة الأمل؛ فما كان مني سوى أن اتجهت إلى مكتبة البلدة للاطلاع على أطالس المنطقة في القرن التاسع عشر، لأرى ما إذا كان من المحتمل أن تكون الجبانات الريفية مؤشرة بعلامات على خرائط المنطقة. وبدا أنها مؤشرة على خرائط هورون، ولكن ليس في بروس أو جراي. (لم يكن هذا صحيحا، مثلما اكتشفت لاحقا؛ فقد كانت مؤشرة، أو كان بعضها مؤشرا، إلا أنني أغفلت حروف
C (التي ترمز لكلمة جبانة بالإنجليزية) المكتوبة بخط صغير جدا.)
في المكتبة قابلت صديقا زارنا الصيف الماضي لرؤيتنا بعد فترة قصيرة من اكتشافنا هذا. كنا قد أخبرناه بشأن السرداب، وأعطيناه بعض الإرشادات التقريبية بشأن كيفية العثور عليه؛ نظرا لكونه من المهتمين بالجبانات القديمة. وأخبرني آنذاك في المكتبة أنه قد كتب الإرشادات بمجرد أن عاد إلى المنزل. وكنت قد نسيت تماما أنني قد أعطيته إياها، فاتجه مباشرة إلى المنزل ووجد الورقة المدونة بها الإرشادات؛ وكان العثور عليها أشبه بالمعجزة، على حد قوله ؛ إذ وجدها وسط ركام مختلط من الأوراق الأخرى. وعاد إلى المكتبة حيث كنت لا أزال أتفحص الأطالس. «بيبادي، سكون، بحيرة ماكولا.» كان ذاك هو ما كتبه.
كان السرداب يقع في اتجاه الشمال في نقطة أبعد مما كنا نظن؛ خلف حدود المنطقة التي قتلناها بحثا.
ومن ثم وجدنا الجبانة الصحيحة، وبدا السرداب الذي غطته الحشائش مدهشا وبدائيا مثلما تذكرناه. وكان لدينا حينئذ الوقت الكافي لتفحص المكان. ورأينا أن معظم ألواح البلاط القديم قد جمعت معا ووضعت في شكل صليب. وكانت جميع هذه الألواح تقريبا عبارة عن شهود لقبور أطفال. وفي أي من هذه المقابر القديمة كانت التواريخ تميل لأن تكون تواريخ وفاة أطفال، أو أمهات شابات فقدن حياتهن أثناء الولادة، أو شباب لقوا حتفهم في حوادث عرضية؛ فمنهم من غرق، أو سقطت عليه شجرة، أو قتله حصان جامح، أو تعرض لحادث أثناء تشييد حظيرة؛ فقلما كان هناك مسنون ليموتوا في تلك الأيام.
كانت جميع الأسماء تقريبا ألمانية، والعديد من الكتابات المنقوشة على القبور بالألمانية التي تبدأ بعبارة
Hier ruhet in Gott (هنا يرقد بسلام)، ثم
Shafi da ba'a sani ba