كنت قد رأيت السرداب قبل زوجي. كان على الجانب الأيسر، الجانب الذي يجلس فيه في السيارة، ولكنه كان مشغولا بالقيادة؛ فقد كنا على طريق ضيق غير ممهد.
قلت: «ماذا كان ذلك؟ شيء غريب.»
كان ربوة كبيرة غير طبيعية مغطاة بالحشائش.
انعطفنا بمجرد أن استطعنا العثور على مكان للانعطاف، رغم أنه لم يكن لدينا الكثير من الوقت؛ فقد كنا في طريقنا لتناول الغداء مع أصدقاء يعيشون على الخليج الجورجي. ولكننا مهووسون بهذه القرية، ونحاول ألا نترك أي شيء يفوتنا منها دون أن نشاهده.
ها هو هذا الشيء يقبع هناك في منتصف جبانة ريفية صغيرة، مثل حيوان صوفي كبير، مثل ومبت عملاق يجلس في استرخاء في مشهد من عصور ما قبل التاريخ.
تسلقنا ركاما ما ونزعنا خطاف إحدى البوابات وذهبنا لمشاهدة الطرف الأمامي لهذا الشيء. كان ثمة حائط حجري بين قوس علوي وسفلي، وحائط من الطوب داخل القوس السفلي. لا أثر لأسماء أو تواريخ، لا شيء سوى صليب رفيع منقوش بإمعان داخل الحجر المركزي للقوس العلوي، كأنه منقوش بعصا أو إصبع. على الطرف السفلي الآخر للربوة، لم يكن ثمة شيء سوى تراب وحشائش وبعض الأحجار الكبيرة البارزة، ربما وضعت هناك لتثبيت التراب في موضعه. لا وجود لأي علامات عليها أيضا؛ لا دلائل على هوية الشخص أو الشيء الذي ربما كان مختبئا بالداخل.
ثم عدنا إلى السيارة. •••
بعد حوالي عام من تلك الواقعة، تلقيت مكالمة هاتفية من الممرضة التي تعمل في عيادة طبيبي. كان الطبيب يرغب في رؤيتي، وتم تحديد موعد، علمت دون سؤال بما ستدور حوله هذه المقابلة؛ فقبل ثلاثة أسابيع أو نحو ذلك، ذهبت إلى إحدى العيادات بالمدينة لإجراء أشعة على ثديي. ولم يكن ثمة سبب خاص دفعني إلى ذلك، فلم تكن توجد أي مشكلة، كل ما في الأمر أنني قد وصلت إلى السن الذي يحبذ فيه إجراء أشعة على ثديي كل عام. غير أنني أغفلت عمل تلك الأشعة العام الماضي لانشغالي بالكثير من المهام الأخرى.
وها هي نتائج الأشعة قد أرسلت إلى طبيبي الآن.
كانت ثمة كتلة صلبة في عمق الثدي الأيسر، لم أستطع أنا ولا طبيبي استشعار وجودها، ولم نزل لا نستطيع تلمسها. قال طبيبي إنها ظهرت في الأشعة في حجم حبة البازلاء، وحدد لي موعدا لزيارة طبيب بالمدينة لأخذ عينة منها. وبينما كنت على وشك المغادرة، إذا به يضع يده على كتفي. كانت إشارة اهتمام أو طمأنة؛ فهو صديق لنا، وكنت أعرف أن وفاة زوجته الأولى قد بدأت على هذا النحو بالضبط. •••
Shafi da ba'a sani ba