قالت السيدة مونتجوي: «كلا، لقد لقيت مصرعها حينما كان زوجي يحرك التسريحة في غرفة نومنا؛ كان يبحث عن شيء ظن أنه ربما يكون قد أوقعه خلفها، ولم يكن يعلم أن جين في طريقه، فاشتبكت إحدى عجلات التسريحة بالسجادة ووقعت بأكملها عليها.»
بالطبع كنت أعلم كل شيء عن هذا الأمر؛ إذ كانت ماري آن قد أخبرتني به سابقا. بل أخبرتني به حتى قبل أن تسألني السيدة فولي عن جين وتخدش صدري.
قلت: «يا للبشاعة!» «حسنا. إنه واحد فقط من تلك الأشياء.»
أصابني ما مارسته من خداع عليها بالاضطراب، ما جعلني أوقع شوكة على الأرض.
فالتقطتها السيدة مونتجوي. «لا تنسي أن تغسلي هذه مرة أخرى .»
كم كان غريبا أنني لم أشك في حقي في التدخل والتطفل وإثارة هذا الأمر مرة أخرى، لا بد أن جزءا من السبب كان يكمن في المجتمع الذي جئت منه، والذي كانت مثل هذه الأمور لا تدفن فيه للأبد، ولكنها تثار كنوع من الطقوس الدينية، وكانت مثل هذه الفظائع بمنزلة شارة يرتديها الناس - أو ترتديها النساء في الأغلب - على مدار حياتهم.
كذلك قد يعزى ذلك إلى أنني لم أكن لأهدر الفرصة قط حين يتعلق الأمر بحميمية قاسية، أو على الأقل نوع من المساواة، حتى ولو كانت مع شخص لم أكن أحبه.
كانت القسوة شيئا لم أكن أعترف به في نفسي، فلم أظن نفسي ملومة هنا، ولا في تعاملاتي مع هذه العائلة. وكل ذلك لكوني صغيرة، وفقيرة، وعلى دراية بأمر نوسيكا.
لم تكن لدي الرغبة أو الجلد لكي أكون خادمة. •••
في آخر يوم أحد لي مع آل مونتجوي، كنت بمفردي في مستودع القوارب أحزم أشيائي في الحقيبة التي كنت قد أحضرتها، وكانت نفس الحقيبة التي كانت مع أبي وأمي في رحلة زفافهما وحقيبة السفر الوحيدة التي كانت لدينا في المنزل. حين سحبتها من أسفل سريري وفتحتها، فاحت منها رائحة المنزل؛ عبق الخزانة الكائنة في نهاية ردهة الطابق العلوي حيث موضعها المعتاد، بالقرب من معاطف الشتاء المنثورة بكرات النفتالين والغطاء المطاطي الذي كان يستخدم على أسرة الأطفال. ولكن حين كنت أخرجها في المنزل، دائما ما كانت تفوح منها رائحة خفيفة للقطارات ونيران الفحم والمدن؛ رائحة الأسفار والرحلات.
Shafi da ba'a sani ba