كانت تقول: «لقد اعتدنا أن نأتي إلى هنا في الشتاء؛ فالخليج يتجمد ويكون ثمة طريق عبر الجليد. وكنا معتادين أن نتزلج بحذاء الثلج. لم يعد الناس يفعلون ذلك الآن. أليس كذلك؟ أيتزلجون بحذاء الثلج؟»
لم تنتظر مني إجابة. فمالت نحوي وقالت في حرج، متحدثة بصوت شبه هامس: «أيمكنك أن تخبريني بشيء؟ هل يمكنك أن تخبريني أين جين؟ لم أرها تجري حولي هنا منذ زمن طويل؟»
فقلت لها إنني لا أعرف. فابتسمت كما لو كنت أهزأ بها، ومدت إحدى يديها لتلمس وجهي. كنت منحنية لكي أسمعها، ولكن حينئذ اعتدلت في وقفتي، ولامست يدها صدري. كان يوما حارا وكنت أرتدي صديرتي؛ ومن ثم تصادف أن لمست جلدي. كانت يدها خفيفة وجافة كنشارة الخشب، ولكن الظفر خدشني.
فقالت: «أنا واثقة من أن كل شيء على ما يرام.»
بعد ذلك، كنت أكتفي بالتلويح بيدي لها عندما كانت تتحدث إلي وأمضي في طريقي مسرعة. •••
في عصر أحد أيام السبت في نهاية شهر أغسطس، أقام آل مونتجوي حفل كوكتيل . أقيم الحفل على شرف الأصدقاء المقيمين لديهم في عطلة ذلك الأسبوع؛ السيد والسيدة هاموند. كان ثمة الكثير من الشوك والملاعق الفضية الصغيرة التي ينبغي تلميعها استعدادا لهذا الحدث؛ لذا قررت السيدة مونتجوي أن جميع الفضيات يمكن أن تلمع في نفس الوقت. فقمت بالتلميع وكانت تقف بجانبي وأنا أفعل ذلك.
في يوم الحفل وصل المدعوون في قوارب بخارية وقوارب شراعية، وذهب البعض منهم للسباحة، ثم جلسوا حول الصخور بملابس السباحة، أو استلقوا على رصيف القوارب تحت الشمس. فيما صعد آخرون إلى المنزل مباشرة وراحوا يشربون ويتحدثون في غرفة المعيشة أو في الساحة الأمامية للمنزل. وجاء بعض الأطفال مع آبائهم، وجاء أطفال أكبر سنا بمفردهم، في قواربهم الخاصة. لم يكونوا أطفالا في سن ماري آن التي اصطحبت للجلوس مع صديقتها سوزان في جزيرة أخرى. كان ثمة بعض الأطفال الصغار للغاية، الذين جاءوا مزودين بمهاد قابلة للطي وأقفاص لعب، إلا أن معظمهم كانوا في نفس سني، صبيان وفتيات في سن الخامسة عشرة أو السادسة عشرة، وقد قضوا معظم فترة ما بعد الظهيرة في الماء، يصيحون ويغوصون ويتسابقون للوصول إلى الطوف.
كنت أنا والسيدة مونتجوي منشغلتين طوال فترة الصباح في إعداد مختلف أنواع الأطعمة، والتي كنا نرتبها في أطباق ونقدمها للضيوف. كان إعداد الطعام عملا شاقا ومنهكا؛ من حشو لخلطات متنوعة في وحدات عيش الغراب، ووضع شريحة صغيرة من أحد الأصناف فوق شريحة صغيرة من صنف آخر فوق قطعة مضبوطة من التوست أو الخبز. كان يجب أن تكون كل الأشكال مضبوطة؛ مثلثات مضبوطة، ودوائر ومربعات مضبوطة، ومعينات مضبوطة.
دخلت السيدة هاموند إلى المطبخ عدة مرات وأبدت إعجابها بما كنا نفعله.
فقالت: «كم يبدو كل شيء رائعا! لعلكما تلاحظان أنني لم أعرض المساعدة، فأنا جاهلة تماما في مثل هذه الأمور.»
Shafi da ba'a sani ba