ثم أضفت في عجالة: «أو يمكن أن يكون ميتا بأي طريقة أخرى.»
أظن أننا في ذلك اليوم كنا نشعر بالحر الشديد في طريق عودتنا حتى إننا قد خلعنا أحذيتنا وجواربنا ونزلنا عن الألواح لكي نقف في مياه الجدول الصغير التي كانت ترتفع حتى مستوى الركبة، وبللنا أذرعنا ووجهينا بها.
قلت على نحو مفاجئ لي: «أتذكر تلك المرة التي ضبطت فيها وأنا أخرج من تحت شجرة التفاح؟» «أجل.» «لقد أخبرتها أنني كنت أبحث عن سوار، ولكن لم يكن ذلك صحيحا، لقد كنت هناك لسبب آخر.» «أهذا صحيح؟»
في تلك اللحظة تمنيت لو لم أخض في ذلك. «لقد أردت أن أكون أسفل الشجرة الضخمة حين تكون مزهرة بالكامل وأنظر إليها من أسفل.»
فضحك وقال: «هذا مضحك، لقد أردت أن أفعل ذلك أيضا، لم أفعله قط، ولكنني فكرت فيه.»
كنت مندهشة، ونوعا ما لم أكن سعيدة بهذه الدرجة لأن أجد تلك الرغبة الملحة مشتركة بيننا. ولكن بالتأكيد لم أكن لأخبره لو لم أكن قد تمنيت أن يكون هذا شيئا من شأنه أن يفهمه.
قال: «لتأتي إلى منزلنا لتناول العشاء.» «أليس عليك أن تسأل والدتك إن كان ذلك مقبولا؟» «إنها لا تهتم.»
كانت والدتي ستهتم لو كانت قد علمت، ولكنها لم تكن تعلم؛ لأنني كذبت عليها وقلت إنني ذاهبة إلى منزل صديقتي كلارا . والآن، وقد صار على أبي أن يكون بالمسبك في الخامسة تماما - حتى في أيام الأحد نظرا لكونه الحارس - وكانت والدتي كثيرا ما تشعر بالتوعك، أصبح العشاء في منزلنا غير منتظم. حين كنت أنا من يتولى الطهي، كانت هناك أشياء أحب إعدادها، منها شرائح الخبز والجبن التي يصب فوقها الحليب والبيض المخفوق وتخبز في الفرن. وكان من الوصفات الأخرى المخبوزة في الفرن أيضا رغيف من اللحم المعلب المغطى بالسكر البني، أو أكداس من شرائح البطاطس النيئة التي تقلى حتى تصبح مقرمشة. حين كان شقيقي وشقيقتي يتركان وشأنهما، كانا يعدان عشاء مكونا من أشياء مثل السردين على البسكويت المالح أو زبد الفول السوداني على رقائق البسكويت. كان يبدو أن تآكل العادات التقليدية في منزلنا كان يجعل تحايلي أسهل.
ربما لو كانت والدتي قد علمت، لوجدت طريقة لتقول لي بها إنني ما إن أدخل بيوتا بعينها كند وصديق - وكان هذا صحيحا حتى لو كانت بيوتا غاية في الاحترام نوعا ما - حتى أبرهن على أن القيمة التي أضفيها على نفسي لم تكن عالية للغاية، ومن ثم سيبدأ الآخرون في تقييمي على هذا الأساس. كنت سأجادلها، بالطبع، وعلى نحو قوي لأنني أعلم أن ما تقوله صحيح فيما يتعلق بالحياة في تلك البلدة؛ فقد كنت على أي حال من يختلق أي عذر الآن؛ لكيلا أمر مع صديقاتي أمام الناصية التي كان راسل وعائلته يتمركزون عندها في ليالي السبت.
أحيانا ما كنت أتطلع وكلي أمل إلى الوقت الذي سيضع فيه راسل زي الفرقة الموسيقية الكوميدي بعض الشيء ذا اللونين الأحمر والأزرق الداكنين جانبا ويستبدل زي الجيش الكاكي به. بدا وكأن التغيير قد يطال ما هو أكثر بكثير من الزي، وكأن هوية في حد ذاتها سوف تنسلخ لتتألق محلها هوية جديدة عصية على الهجوم والنقد بمجرد أن يرتدي زي المقاتل. •••
Shafi da ba'a sani ba