2
الملاحظة تقتضي خضوعا تاما للواقع، وبالتالي نزاهة وصبرا
في هذا الصيد تتكشف براعة القائم بالملاحظة، ومهارته وإخلاصه، غير أنه يقتضي، على الأخص، دقة وأمانة، وهما صفتان أخلاقيتان لا غنى عنهما.
فينبغي أولا أن تلاحظ الظاهرة في ظروف تستبعد كل احتمال وتقضي على كل مظنة للشك؛ فقد حدث أن خدع المزيفون بعض العلماء، فأوهموهم أنهم كشفوا آثارا من عصر ما قبل التاريخ أعدت ببراعة، أو عرضوا عليهم قطعا مصنوعة، أو وثائق لسجلات ملفقة، وتلك بلا شك حالات استثنائية، وقع فيها العلماء عن طوية سليمة، وأثارت بعض الضجة في الرأي العام، ولكن سرعان ما اختفت أو زال تأثيرها بفضل النقد المتبادل الذي يمارسه العلماء كل على أبحاث الآخرين، ولم يلحق بالعلم ضرر بسبب ذلك.
فالظاهرة الأصيلة، لا «المزيفة»، ينبغي أن تقرر وتوصف بأمانة كاملة. ذلك بأن حب الاستطلاع لدى العالم إنما هو انفعال، وهو قد يشوه نظرته إلى الأمور، شأنه في ذلك شأن أي انفعال آخر. إذن ينبغي للعالم أن يتحلى بصفات التواضع والصبر والنزاهة حين يلاحظ الظواهر ويصفها على ما هي عليه، لا كما يتمناها أن تكون.
كذلك تتطلب الملاحظة العملية صبرا لا ينفد. مثال ذلك أن عالم الفلك الدنماركي «تيكو-براهي
Tycho-Brahe » (1546-1601م) وكان ثريا ومن أسرة نبيلة، خصص ثروته وهدايا الملك «فردريك» من أجل تشييد معمل يحتل جزيرة بأسرها في الأرخبيل الدنماركي، هي جزيرة هفين
Hveen
قرب الزينيور
Elseneur
Shafi da ba'a sani ba