270

Mantiq da Falsafar Kimiyya

المنطق وفلسفة العلوم

Nau'ikan

الطبيعة الحقيقية للاستقراء

والآن يمكننا أن نعرف كنه الاستقراء على نحو أدق. فهو أولا تخميني، وهو يفترض ابتداعا حرا ترشده المعطيات وتلهمه، دون أن تقهره على شيء، فعندما بحث كبلر عن القانون الهندسي الذي تخضع له الكواكب، فكر أولا في الدائرة، ولكن تبين له أن هناك انحرافا ضئيلا جدا في الواقع بين الدائرة والمدار الحقيقي، فجرب 19 مدارا مختلفا قبل أن يصل إلى المدار الحقيقي. وقد استخلص هذه المدارات التسعة عشر من المعلومات الهندسية التي كونها علماء الهندسة، خلال أبحاثهم في عهد طاليس، وإقليدس، وفي أثناء قيامهم بالكشف وبتحسين كشوفهم.

ثم إن الاستقراء يفترض الإيمان بالحتمية، ولقد كان كلود برنار على حق عندما قال إن من الواجب على العالم أن «يحتفظ بحرية كاملة تستند إلى الشك الفلسفي» ولكنه أضاف: «ومع ذلك فيجب عليه ألا يكون شكاكا؛ بل يجب أن يؤمن بالعلم، أي بالحتمية، وبالعلاقة المطلقة والضرورية بين الأشياء.»

19

وأخيرا فالاستقراء ينتهي إلى «فرض» أي إلى مبدأ احتمالي يصلح أساسا لاستنباط يمكن التحقق من صدقه.

فإذا كان الأمر كذلك، فليس لنا في الواقع أن نعد الاستقراء استدلالا موازيا للاستنباط. فالاستنباط «يرغم» ولا يترك أي مجال للاختيار. وفضلا عن ذلك، فالاستنباط هو على نحو ما «جزء» من الاستقراء، فلنقل إذن، بالأحرى، إن الاستقراء منهج، أي أنه مسلك معين في الاستدلال.

20

مبدأ الحتمية أساس الاستقراء

قلنا إن الاستقراء يفترض الإيمان بالحتمية، أي اعتقاد خضوع الطبيعة لقوانين، ومن هنا كانت الحتمية أساس الاستقراء. (1) المبادئ الثلاثة لعلاقات التجربة

إذا ارتضينا في هذه المسألة ما ذهب إليه «كانت» قلنا إن البحث عن القوانين يفترض ثلاثة مبادئ يسميها «كانت» «مبادئ علاقات التجربة

Shafi da ba'a sani ba