255

Manṭaliqāt Ṭālib al-ʿIlm

منطلقات طالب العلم

Mai Buga Littafi

المكتبة الإسلامية

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

Inda aka buga

القاهرة

Nau'ikan

قال سعيدُ بنُ المسيبِ: ليس مِن عالمٍ ولا شريفٍ ولا ذي فضلٍ إلا وفيه عَيْبٌ، ولكنْ مَن كان فضلُه أكثرَ من نقصِه وَهِبَ نقصُه لفضلِه، كما أن مَن غَلَب عليه نقصانُه ذَهبَ فضلُه (١).
قال ابنُ القيمِ ﵀: ومَن له علمٌ بالشرع والواقعِ يعلمُ قطعًا أنَ الرجلَ الجليلَ الذي له في الإسلامِ قدمٌ صالح وآثارٌ حسنةٌ، وهو من الإسلامِ وأهلِه بمكانٍ، قد تكونُ منه الهفوةُ والزلةُ هو فيها معذورٌ بل مأجورٌ لاجتهادِه، فلا يجوزُ أن يُتبعَ فيها، ولا يجوزُ أن تهدرَ مكانتُه وإمامتُه في قلوبِ المسلمين (٢).
وقال أيضًا: فلو كان كلُّ مَن أخطأ أو غَلِط تُرِك جملةً وأُهْدِرَتْ محاسنُه لفسدتِ العلومُ والصناعاتُ والحكم وتعطلتْ معالمها (٣).
ويقول ابنُ رجبٍ ﵀: والمُنصفُ مَن اغتفر قليلَ خطأِ المرءِ في كثيرِ صوابِه (٤).
ويقولُ الإمامُ الذهبي: "نحبُّ السُّنةَ وأهلَها، ونحبُّ العالمَ على ما فيه من الاتباعِ والصفاتِ الحميدةِ، ولا نحبُّ ما ابتدع فيه بتأويلٍ سائغٍ، وإنما العبرةُ بكثرةِ المحاسنِ" (٥).

(١) "جامع بيان العلم" (٢/ ٤٨).
(٢) "إعلام الموقعين" (٣/ ٢٨٣).
(٣) "مدارج السالكين" (٢/ ٣٩).
(٤) "القواعد" لابن رجب (ص ٣).
(٥) "سير أعلام النبلاء" (٢٠/ ٤٦).

1 / 303