67

منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين

منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين

Mai Buga Littafi

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

عِنْدِ رَبِّنَا﴾ (١) وما أخبر عن ملائكته إذْ قالوا: ﴿قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ (٢) عجزت الملائكة المقربون أن تحدّ أحسن الخالقين، أو تُكيِّف صفة رب العالمين، فهم خشوع خضوع خنوع ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ﴾ (٣) انتهى (٤). ولتمام الفائدة وما نحن بصدده من معرفة الرب ﷿ فإننا نذكر هنا إشارة إلى رؤيته سبحانه في المنام من كلام شيخ الإسلام – ﵀. قال: (كذلك فالإنسان قد يرى ربه في المنام ويخاطبه، فهذا حق في الرؤيا، ولا يجوز أن يعتقد أن الله في نفسه مثل ما رأى في المنام فإن سائر ما يرى في المنام لا يجب أن يكون مماثلا ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه، فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك وإلا كان بالعكس. قال بعض المشايخ: إذا رأى العبد ربه في صورة كانت تلك الصورة حجابًا بينه وبين الله. وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم، وما أظنّ

(١) سورة آل عمران، من الآية: ٧. (٢) سورة البقرة، الآية: ٣٢. (٣) سورة الأنبياء، الآية: ٢٠. (٤) حلية الأولياء ١٠/ ١٩٢.

1 / 68