19

منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين

منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين

Mai Buga Littafi

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

كُلّ الموَفَّق مَن لَمْ يَلْتَفِت عَن ربِّه ﵎ يمينًا ولا شمالًا ولا اتخذ سواه ربًّا ولا وكيلًا ولا حبيبًا ولا مدبِّرًا ولا حَكَمًا ولا ناصِرًا ولا رازقًا) انتهى (١). لتعْلَم أنّ كلام ابن القيم وشيخه وعلماء السلف الربّانيين بيانٌ وتفسير لنصوص الكتاب والسنة، وقد أثمر لهم صدقهم وإخلاصهم هذه الثمار الطيبة، وليست محبة الله ﷿ مجرد مقام في طريق السالك بل هذا أصل الأصول وهو حقيقة العبودية وهو معنى كلمة التوحيد، وتأمل قوله ﷺ: ... (فَمَا أُعطُوا شَيئًا أحَبّ إليهِمْ مِنَ النَّظَرِ إلى رَبِّهِمْ) (٢) فهذا بعد دخولهم الجنة ومباشرة نعيمها. وفي الحديث الآخر قال رسول الله ﷺ: (بينا أهل الجنة في نعيمهم إذْ سطع لهمْ نورٌ فرفعوا رؤوسهم، فإذا الربُّ قد أشرف عليهم من فوقهم فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة، قال: وذلك قول الله تعالى: ﴿سَلاَمٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾ (٣)، قال: فينظر إليهم وينظرون إليه، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم ويبقى نورُه وبركته عليهم في ديارهم) (٤).

(١) مدارج السالكين، ٣/ ٣٨١ وما بعدها. (٢) رواه مسلم برقم (١٨١) من حديث صهيب الرومي ﵁ –. (٣) سورة يس، آية: ٥٧. (٤) رواه ابن ماجه برقم (١٨٤) عن جابر بن عبدالله ﵄.

1 / 20