86

Manshur Hidaya

Nau'ikan

اولقد زين لهم الشيطان أعمالهم وحبب إليهم أفعالهم { استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون)(1) .

فترى تلك الأعوان زبانية وأي زبانية، وعند المائدة إذا وضعت لهم ذئاب اعاوية، ويقصدون مع رئيسهم بيوت اللصوص من الأعراب وغيرها، وينصبون وراع الحلة(2) بيتأ لهم يأوون إليه، ويخرج أحدهم من قبل رئيسه إلى شيخ القبيلة مناديا اشهرته وأنه ولي الله صالح، لا تحرموا من بركته، وإنه يقتل ويثير الضرر والأسقام 11/ ويبري العاهات ممن يشاء من الأنام، وكل دلك والرئيس بمرأى/ ومسمم، ويعجبه اذ لك القول ويرضاه من الشرطي المسمى بالفقير عند من سمع ومن لا يسمع، فتأتي إليه اللصوص، وهو عند نفسه من أهل التصوص، فيجعل من يتكلم على فمه براده، وهو أعظم من أن يباشر حاجته لشخصه وسواده، فيقول فقيره لأولئك القاصدين : الشيخ يريد منكم كذا وكذا وإن لم تقضوا حاجته لا تفلحون، ويعدد لهم

امن زعموا أنه أجيب على يده، ومن حلت به غمرات النكبات من بلده، ومن غير االده، فيسارعون لقضاء أوطاره، وكل منهم يقول يا ليتني من أنصاره، فإنا لله وإنا إليه ااجعون على مصيية في بصيرته، وما ناله من عظيم جريرته، يأكلون الدنيا بالدين ويحسبون أنهم على شيء إلا أنهم هم الكاذبون)(3).

امن طرق أدعياء الولاية في الاستيلاء على أرزاق الناس: ذه بحض سيرة جماعتهم وطريقة عصابتهم . وأما خصوص قبائم هذا الرجل فهي أشهر من أن تذكر، وأحقر من أن تسطر، ولولا بذل النصيحة، ما استعملنا في اجمعها قريحة. فمن قبائحه المأثورة وطريقته المشهورة أنه إذا رأى أو سمع عند أحد

ان أهل رعاياه بفرس تعجبه أو بغل أو نحو ذلك مما هو في غاية الحسن ينزل عليه 111 ويقول له ذلك الشيء هو لي فإياك وبيعه أو إخراجه/ لغيري، فيجعل يده عليه فالا اقدر ربه على بيعه أو هبته، ولو كان في غاية الضرورة والاحتياج إليه حتى يأتيه فيأخذه ت اما مجانا وإما بثمن بخس وإما يفرقون له ثمنه رعاياه عليهم (1) يؤدونه لصاحبه، وإذا (1) سورة (المجادلة)، الآية (15).

(2) كذا (الحلة) والظاهر أنها (المحلة) أي مجموعة الخيام ، والمعنى في الحالتين واضح (3) سورة (المجالدة)، الآية (12).

(4) جمله (يفرقون... عليهم) سقيمة التركيب، وإن كان معناها واضحا

Shafi da ba'a sani ba