اجمعهم، وصار يؤنبني بمشهد ممن ذكر، وأنا أصغر وأتضاءل أمامه لعجزي إذ ذاك اوقلة معرفتي ، إلا أنني إذ ذاك كنت ذا نفس أبية ومع صغر سني لا أرضى أن أكون اخلي المعرفة مما عرفه غيري . فاشتدت القريحة في الطلب اشتدادا عظيما، وعجبت ام نه كيف جعلني قرنه وأنا صبي المكتب، وخصني بالإيراد دون من سواي / فلم 1165.
اخلص من بين يديه إلا بجهد ومشقة، فأخذني من الكابة والحزن ما لا أقدر على دفعه ولم أجد له جوابا.
ام إنني ألهمت إلى تصفح مغني اللبيب(1)، فرأيت فيه بيت شعر وهو إن هنذ المليحة الحسناء وأي من أضمرت لخل وفاء(2 وفسرها ابن هشام وأوضح مقفل معناها وإعرابها، فحفظت البيت وإعرابه حفظ ايةة من كتاب الله، وترصدت له حتى حضر بالنادي المذكور ورئيسه إذ ذاك أبو زكريا المذكور وجماعة أهل المجلس الذين حضروا لإيراده علي الإيراد المذكور أوجلهم ، وقصدته، فلما رآني سارع بالاستطالة علي وإراءة(3) التبحر في الفن المذكور ، و اداني : ما لك يا فلان لم تجب فإنك لا تعرف شيئأ أو كلامأ هذا معناه يقتضي السخرية والاستهزاء، فقلت له : أجيني أنت عن قول الشاعر: إن هند المليحة الحسناء وأي من أضمرت لخل وفا اما إعرابه وما معناه؟ فوالله ما هو إلا كمن ألجم بلجام، واصفر تارة واحمر أخرى اسقط في يده وبهت من ساعته ولم يرد لي جوابا، ولا استفتح كلاما ولا/ خطابا، 164 لما رأيته كذلك زدت في تهييجه وهو يتضاءل ويرمقني من طرف خفي حتى فطن ل الجمع.
ام انصرفت وتركته على تلك الحالة . فبعد يوم أو ساعة قصدتي إلى باب الدار ووأخذ بخاطري وقال لي : بارك الله فيك، والله لأنت أحسن من فقهاء بلدك أو كلاما 1) مغني اللبيب في النحو لابن هشام (جمال الدين أبو محمد عبد الله بن يوسف الأنصاري) المتوفى (2) سيأتي إعراب ومعنى هذا البيت بعد قليل.
(3) أي إبداء وإظهاو.
Shafi da ba'a sani ba