كل منهما لصاحبه ما لا يليق بكل عاقل، وكانت بينهما فتن عظيمة، وانحاز كل منهما ال وال. من الولاة يعتضد به على صاحبه، فكلما أقبلت دولة أحدهما أدبرت دولة الآخر، وكل منهما له أعوان وأنصار من الخاص والعام.
ووكان أبو زكرياء(1) أكبرهما سنا وخطة، يقرب منهما من شاء إلى قضاء أوطاره به اويقضيه ويدني الآخر، ويتسبب لمن يقربه في تولي الخطة المذكورة، ولم يزالا على اذ لك إلى أن ترقى أبو العباس لخطة الفتوى وطابت لأبي محمد عبد اللطيف خطة النيابة، فوقعت بينهما ألفة الظاهر وفي الباطن مختلفان/ على عادة صنفهم المسمى 52.
االحضر إذ ذاك صفة لهم لازمة بمجرى العادة لا تتخلف ولو في النادر، وإن كنت أالظن تخلفها في بعض منهم كما أشرت إليه في تأليفنا (محدد السنان) ظنأ مني لمرا اولم أشعر باطنه كما يأتي التنبيه عليه، إن شاء الله . فانبهر لي عموم الوصف في اجميعهم إلا أن بعضهم يعرف منه ابتداء وبعضهم يخفى ما اكن إلى بلوغ قصد اربه.
وو نرجع إلى ما نحن بسبيله فكان (2) - رحمه الله - ممن تولى الخطة على معرفة بقواعد البينة على المدعي واليمين على من أنكر، ليس له دراية إلا ما تلقاه من كثرة امرور النوازل عليه حين كان من جملة الموثقين، حتى إنه - رحمه الله - لا يعرف جل اصلحات صلاته وعبادته فضلا عن غيرها، إلا أنه - رحمه الله - كان ذا خلق جميل عاشرا كثير الصمت نزيه اللسان عن القيل والقال سواء في ذلك صديقه وعدوه، وإنا كان محلها بداخل صدره مختلفا(3)، فكان يترصد لعدوه المراصد، وكان مع ذلك احمل الاذى لا يجيب سفيها إلا بلين ورفق ولا يغضب ولا يضجر. وممن لا يعطي ال فيمن يحبه غيبا إلا أنه إذا لم يقدر عن الجواب في الذب(4)/ عنه سكت مع تصعد 58.
فير من صدره يسمع له كراهة لسماع ما لا يحب فيمن يحبه . وتسبب أبو محمد في اطريقة الفتوى بإخراج أمرها(5)، وكان مصححا لا مبتكرا، زمان أبي العباس، ولم يبق 1) يعني يسيى بن محجوبة (2) اي عبد اللطيف بركات.
) في الأصل (مختلف).
(4) في الأصل (الدب).
(5) تعبير غامض لا ندري إلى شيء يشير به، وهو قوله (بإخراج أمرها...) .
Shafi da ba'a sani ba