والرعب والخجل عند استقراري بالمجلس وصار كأنه في بيت مظلم عسر (1) عليه الخروج من بابه والعثور عليه يتشبث(2) بكل حائط لكي يجده فلا يستطيع، حتى إن 1 من أعظم / ما سمعت منه إذ ذاك أنه قال: اختلف في نبينا محمد - - وموسى أيهما أافضل؟ والمختار أن نبينا أفضل، فلما سمعت منه ذلك علمت أنه يهذو(2) هذيانا أو زاغت به آراء أهل البدع، فقلت للطالب اقرأ في الجرومية . وقمت منصرفا.
ووبعده اشتهر عنه أن القدرة الة وأنه لا يجوز وصف سيدنا النبي - - بالسيادة افي الصلاة ونحو ذلك من الأمور . وقد أودعنا بعضها تأليفنا المسمى (بنظم الدرر في ارح مختصر) سيدي عبد الرحمن بن صغير (الأخضري) (4)، وبقي على ذلك مد وهجرته لله ولما نقل عنه وما عليه اعتقاده. ثم بعد مدة راجع الأمر وذكر أن المنقول اعليه إنما هو كذب، وأبدى(5) لي أخوة صادقة فواخيته لأجل رجوعه وانتهائه، واعترف بالقصور.
وجعل لي نظما مادحا لي فيه، وأثنى على بناء دار أسلافي التي جددت بناءها ،ا القافيته تقف على حرف الضاد، وأنهى إلي أنه مستصعب الحرف عند الشعراء، فأجبته ابمثلها وزنا وحرفا، وضمنتهما تأليفنا المسمى (بمحدد السنان في نحور إخوان الدخان) والفرق بينهما يعرفه أهله فلينظرا هناك (2).
ايم إنه سافر للجزائر دار إمارة قسنطينة(3)، طالبا على منصب الفتوى والدخول 1 في أمور، وامتدح أميرها(9) إذ ذاك، فاخترمته / المنية قبل رجوعه ودفن بها(3)، غفر الله (1) في الأصل (عمي) وحولت في الهامش (عسر).
2) في الأصل (يثبت) وأبدلت في الهامش (يتشبث) .
(3) كذا في الأصل (يهذو) وهي (يهذي) .
(4) ما بين القوسين زيادة من عندنا ) في الأصل (أبدا).
(7) اطلعنا على القصيدتين، وقد ذكرتاهما في كتابنا (شيخ الإسلام : عبد الكريم الفكون) ، بيروت 1946.
اقد تحدث المؤلف عن الشيخ السوسي في كتابه (محدد السنان) أيضا (7) يقصد مقر السلطة المتحكمة في قسنطينة . ونفهم من هذا أن سلطة الجزائر هي التي تعين المفتيين أصحاب المناصب العليا في الأقاليم.
) باشا الجزائر عندئذ هو حسين الشيخ الذي تولى سنة 1022، وقد يكون خلفه مصطفى خزناجي الذي تولى اسنة 122! لأن سنة سفر السوسي للجزائر غير محددة.
((1) اي بمدينة الجزائر.
Shafi da ba'a sani ba