الهناك. وأخبرت أنه اغتسل وجدد ثيابا نظيفة(1)، حكت لي الجدة أنه قال لها لأني أتلقى بها الملائكة.
ووحكى الوالد أنه نصب يديه في أوان احتضاره واستقبل القبلة كالمطلع على ايء وهو يقول: الشفاعة يا رسول الله1 الشفاعة يا رسول الله1 ما زال يكررها وهو كالطالب من شخص أمامه إلى أن رد يديه إلى وجهه ماسحا بهما وجهه قائلا: الحمد لله الذي / قبلنا أو كلمة نحوها، ثم أمر بورد من الصلاة على سيدنا ومولان حمد () (2)، ثم بلا إله إلا الله، إلى أن حضره الغشي، استبصروا وتفطنوا لما كان ووعدهم وسارعوا إلى ما أمرهم به من رش وجهه بماء الورد المعد لذلك، فرش وجهه ال أفاق قائلا : لا إله إلا الله أو نحوها، ولم يزل يردد كلمة التوحيد في حال إفاقته اوأتباهه حتى غلب. حكي لي أن ذبابة نزلت على شفته فلم يستطع إزالتها إلا بالنفخ السير ولسانه لم يفتر إلى أن قبض - رحمه الله - فكان له مشهد عظيم(3)، وحضره خلق كثير.
اودفن بالمدرسة المذكورة، وهي في الأصل(4) محدثة البناء لجده سيدي محمد اقرون دفين رحبة البلد، وكان من الصلحاء وممن عمر، وعلى ظني آنه صاحب العوة من الخضر - عليه السلام - حتى سمعت من الوالد أنه غيره من الأسلاف، اوبناء قبتها وإحداث ما هي عليه الآن من البناء والانتصاب لوالدي بعد وفاة(5) .
والده المذكور.
وحكى لي جماعة من الناس أن مما اشتهر تلك الليلة، أعني ليلة دفنه بين المغرب والعشاء، أنه رأى أهل البلد نورا ساطعا من ناحية قبره إلى أن اتصل بعنان السماء لا يشك الناظرون فيه . وتوفي ليلة الجمعة فاتح رجب من عام ثمانية وثمانين ووتسعمائة(6) ، وفي تلك السنة تزايدت في ذي / القعدة من آخر تلك السنة (2). وكنت (1) في الأصل (نضيفة).
(2) ما بين القوسين زائد عن الأصل.
(3) في الأصل (عضيم).
(4) عبارة (وهي في الأصل) مكررة في النص.
(5) في الأصل (وفات).
(47) 066 ه/ 1541م (7) بذلك يكون المؤلف قد ولد بعد وفاة جده بحوالي أربعة أشهر ونيف.
Shafi da ba'a sani ba