310

Manifestations of Polytheism

رسالة الشرك ومظاهره

Editsa

أبي عبد الرحمن محمود

Mai Buga Littafi

دار الراية للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى ١٤٢٢هـ

Shekarar Bugawa

٢٠٠١م

Nau'ikan

رابعها: أن يحد له من يشفع فيهم.
ما جاء في الشفاعة:
ففي حديث الشفاعة الطويل (١٥٦) عند البخاري وغيره عن أنس رضي الله [عنه]ﷺ أنه قال: " ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، ثُمَّ أُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ؛ ثُمَّ أَعُودُ، فَأَقَعُ سَاجِدًا مِثْلَهُ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، حَتَّى مَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلاَّ مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ".
فهذا دليل الشرط الرابع، ودلت الآيات على بقية الشروط.
١ - قال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ [البقرة: ٢٥٥].
قال ابن كثير: " وهذا من عظمته وجلاله وكبريائه ﷿ أن لا يتجاسر أحد على أن يشفع لأحد عنده إلا بإذنه [له] في الشفاعة ".
٢ - وقال أيضًا: ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ﴾ [يونس: ٣].
وهذا رد على النضر بن الحارث، فإنه كان يقول: إذا كان يوم القيامة؛ تشفع لي اللات والعزى. قاله البغوي.
وقال الراغب في تفسير الآية من " مفرداته ": " أي: يدبر الأمر وحده، لا ثاني له في فصل الأمر، إلا أن يأذن للمدبرات والمقسمات من الملائكة، فيفعلون ما يفعلونه بعد إذنه ".
٣ - وقال تعالى: ﴿لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا﴾ [مريم: ٨٧].

(١٥٦) رواه البخاري (١١/ ٤١٧/ رقم: ٦٥٦٥)، ومسلم (١/ ١٨٠ - ١٨٤/ رقم: ١٩٣) عن أنس ﵁ مطولًا.

1 / 327