============================================================
واعلم أن الأدب اللائق بجلال الله تعالى متعذر منا. فمن لطف تعالى بنا أمرنا أن نتأدب معه كما نتأدب مع أكابرنا، ونحن نرى الملك خضب على شخص لا يقدر أحد يوادده، ولا يجتمع به خشية من غضب المك عليه، وقد قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم(1).
وقال تعالى إنكارا على فاعل ذلك ألم تر إلى الذين تولوا قوم غضب الله عليهم(1).
تعجبا وإنكارا لفعلهم، ثم توعد على ذلك بالعذاب الشديد، فكيف وقد قال تعالى: { فإن الله عدو للكافرين)3).
أخبر الله تعالى أنه عدو هذه الطائفة.
من كان الله تعالي عدوه وجبت أهانته وإبعاده [11اب] وطرد و النفور منه والتشاؤم به، فلو أن السلطان نصره الله تعالى مثلا يقول لأرباب الدولة ولرعيته فلان(4) عدوي.
هل يقدر أحد أن يجتمع به، أو يوادده، أو يخلو به، أويشاوره في أمر من الأمور كل ذلك من خشية السلطان أن ينتقم منه أو يحل به العقوبة، أو ينزل به النقمة، فينبغي أن نحذر عقاب الله تعالى من تقريب أعدائه.
هذا في غير إذلال ولكن لإشعارهم دائما أنهم ليسوا أهل البلد فقط وليسوا أهل الحل والعقد فيه.
(1) سورة الممتحنة (الآية: 13) .
(2) سورة المجادلة (الآية: 14) .
(3) سورة البقرة (الآية: 98) .
(4) تكرر هذا اللفظ في المخطوط، فحذفت التكرار .ا -57
Shafi 28