============================================================
الهم إني أعلم أنك تثيبي وتعاقبه، فلا تثيبي ولا تعاقبه.
فانظر كيف آثر مصلحة أخيه المسلم على مصلحته في وقت غضبه.
فهؤلاء هم المؤمنون حقا، لا جرم أن الله تعالى رفع قدرهم، وأشاد ذكرهم.
ودخل بعض الناصحين لله ورسوله: على بعض الخلفاء، فوجد عنده رجلا من أهل الذمة، وكان الخليفة ميل إليه ويقريه، فقال: ملكا طاعته لازمبة وجبه مفترض واجب إن الذي شرفت من أجله يزعم هذا أنه كاذب(1) فسله يا أمير المؤمنين عن ذلك، فسأله، فلم يجد بدا من أن يقول هو صادق فاعترف بالاسلام.
و سأذكر أمرا: طيش عقلي، وبلبل حزقي، وألجأني إلى ما [9اب] ذكرته، وأجعله خاتمة الباب، وذلك أني تذاكرت مع بعض العقلاء يوما فيما انتهى اليه أمر النصارى من نكاية أهل الإسلام، وفيما يتعاطونه من القبائح والفضائح، وبلغنا من ذلك مبلغا من سوء فعالهم وقبيح أفعالهم يضيق هذا المختصر عن ذكره، ويفوت الغرض بنشره ويستغنى عن آخباره بخبره.
فقلت: لو اطلع السلطان -أيده الله- على قبيح سيرتهم، وذميم طريقتهم لاستأصلهم ولم يبقهم.
فنزل عن دابته، ورفض الدنيا. توفي سنة اثنين وستين ومائة. وقبره يزار قلت: وقد ألفت في سيرته المؤلفات وشاع ذكرها وكثرت أخباره ليس هذا همقام بسطها.
(1) يريد بالذي شرفت من أجله: محمد حصلى الله عليه وسلم-.
س
Shafi 23