============================================================
الباب الثامن 170ا مواعظ وحكايات تزهد في هذه القبائح وترغب في الدار الآخرة وبها يتم الغرض (1) من الكتاب والذي يظهر في هذا الباب يظن أنه خارج عن المقصود، ومباين لمعن الذي ألف هذا الكتاب لأجله.ا وليس الأمر كذلك، فإن الذي ألجأهم إلى استخدام النصارى تنمية المال وتحصيله على ما يزعمون، فإذا ذكرت عيوب الدنيا والزهد فيها سهل على كل ذي ليكان قوي وعقل سري أمر الدنيا واندحضت في عينه واطرحها عن قلبه فيكون ذلك باعثا على المراد، وحاملا على ما يراد وقدا قال الأول: ولا شيء يدوم فكن حديثا جميل الذكر فالدنيا حديث وقال آخر: وإنما المرء حديث بعده فكن حديثا حسنا لمن وعى واعلم أيدك الله أنه ليس يخفى على ذي بصيرة أن هذه الدنيا ليست بدار مقر، وإنما هي دار مر، والناس فيها على صورة المسافرين، ومبدأ سفغرهم بطون أمهاقهم، والدار الآخرة مقصدهم وزمان الحياة مقدار المسافة.ا فسبحان من تفرد بالعزة والكبرياء، وتوحد بالديومة والبقاء، وطوق عباده طوق الفناء، فلو لم يكن في الموت إلا الإعدام، وانحلال الأجسام (70اب] لكان فيه لأهل اللذات مكدرا، ولأهل النعيم معتبرا مغيرا.
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر الموت قويلا لأمره (1) في المخطوط: (في) وهو تحريف والصواب ما أثبته لتناسبه مع السياق.ا
Shafi 199