============================================================
ويقال في الأخبار: أحسن الحسن يحب القبيح(1).
فينبغي أن يكون الكاتب من أهل الأدب والمروعة والحلم والروية والدين والعلم والعقل والغضل والنصيحة والأخطار والهمم ، فإن بهم ينتظم الملك، ويستقيم الأمر، ويستوفي الخخراج، وتعمر البلاد.ا فموقع الكاتب من الأمراء موقع أسماعهم الي بها يسمعون، وأبصارهم الي بها يبصرون، وآيديهم الي بها يبطشون.
فإذا كان الأمر كما وصف والحال على ما ذكرت ، وأصغى إلي الأمير إصغاء لا تسعه معه المخالفة، ومتى لم يكن متصفا بهذه الصفات كان ضرره أعظم من نفعه وخفضه أولى من رفعه.
وينبغي أن يكون حليما في موضع الحلم مقدما في موضع الإقدام،ا حجما في موضع الإحجام، لينا في موضع اللين شديدا في موضع الشدة مؤثرا للعفاف والعدل والإنصاف كتوما للأسرار وفيا عند الشدائد، عالما بما اتي ويذر، يضع الأمور مواضعها قد نظر في الأمور وأحكمها، وطالع في سير الدول السابقة وعلمها.
وينبغي أن يكون متجنبا للكبر والعظمة والحماقة والرعونة مشفقا على العباد متجنبا للفساد مراقبا لله تعالى ذكره مؤثرا للطاعة رؤفا بعباد الله وخلقه [157] وليكن على الضعيف رفيقا وللمظلوم منصفا، فإن أحب ال الخلق إلى الله تعالى أرفقهم بعياله.
ثم ليكن بالحق حاكما، وللأشراف مكرما ومداريا، وللبلاد عامرا، ولرعية متألفا، وليكن متواضعا، حليما لينا في استقضاء الحقوق واستجلاب الخراج وليحذر متالف السرف، وسوء عاقبة الترف، فإنهما يعقبان الفقر ويذلان الرقاب، ويفضحان أهلهما.
(1) هو من قولهم: بالضد تتميز الأشياء.
Shafi 169