============================================================
فحذر المؤمنين من أعدائهم الكافرين.
قال العلماء: دلت هذه الآية أنه لا يجوز أن يتخذوا كاتبا ولا عمالا على المسلمين.
والمعن في عدم الجواز ظاهر، وذلك أن العاقل لا يفعل إلا مصلحة دينية أو دنيوية. فمتى انتفى هذان الأمران امتنع ذلك الفعل جزما(1) أو يكون فعله عبثا والعبث ممتنع والإنسان لا يقيم غيره مقامه [50/أ] إلا إذا عرف محبته له ونصحه والقيام بأمره أحسن قيام.
وقد أخبر الله تعالى أهم أعداء وأفهم يحبون ما نكره ويكرهون ما حب، فانتفت المصلحة الدنيوية هذا مع ما تضمنت ولايتهم من تعظيمهم وإعزازهم، وإهانة المسلمين وإذلالهم، فانتفت المصلحة الدينية هذا.ا فحرمت ولايتهم لانتفاء المصلحتين وأيضا فإن العاقل لا يمكن عدوه ما يحبه ولا فيمن يحبه ولو لم يرد ذلك شرع فكيف وقد ورد الوعيد العظيم والعقاب الشديد في ذلك من الله عز وجل.
وكتب بعض العمال إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن العدو قد كثر وإن الخونة قد كثروا فنستعين بالأعاجم؟ (2) فكتب عمر: إهم أعداء الله، وإهم لنا غششة فأنزلوهم حيث أنزلهم الله ولا تردوا إليهم شيئا.
وقال عمران بن أسد: أتانا كتاب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: (1) الكلمة في المخطوط على الرسم التالي: (محرعا) والتصويب حسب مقتضى السياق.
(2) هذا استفسار من أمير المؤمنين على الحال في بلدهم، ومع حاجة المؤمنين إلى بعض خبرهم في البلدان الإسلامية إلا أنه يفضل عدم الاستعانة بهم وإعطاء بعض أبناء المسلمين قسطا وافرا من العلم في مناحي الحياة والعلوم المدنية حق يكتسبوا من المهارات ما يغنيهم عن الاستعانة بؤلاء اليهود أوالنصارى
Shafi 153