غرضه الفخر على أحدٍ ولا الغَمْص (^١) من أحدٍ، كما قال: "إنَّ اللهَ أوْحَى إليَّ: أنْ تواضَعُوا حتى لا يَفْخَرَ أحَدٌ على أحدٍ ولا يَبْغِي أحَدٌ على أحَدٍ" (^٢) .
فمن استطال بحقٍّ فقد افتخر، وإن كان بغير حقٍّ فقد بغي، فلا يحلُّ لا هذا ولا هذا، فإذا كان الرجل من الطائفة الفاضلة، فلا يكن حظُّه استشعار فضل نفسِه، والنظر إلى ذلك، فإنه مْخْطئ؛ لأن فضل الجنس لا يستلزم فضل الشخص، فرُبَّ حَبَشِيٍّ أفضل عند الله من جمهور قريش.
وإن كان من الطائفة الأخرى، فيعلم أن تصديقه للرسول فيما أخبر، وطاعته فيما أمره، ومحبَّة ما أحبَّه الله، والتشبُّه بمن فضَّله الله، والقيام بالدين الحق، يوجبُ له أن يكون أفضلَ من جمهور الطائفة الأخرى، وهذا هو الفضل الحقيقي (^٣) .
_________
(^١) هو الاحتقار والازدراء.
(^٢) أخرجه مسلم رقم (٢٨٦٥) من حديث عياض المجاشعي ﵁.
(^٣) ثم ذكر شيخ الإسلام في "الاقتضاء": (١/ ٤٥٤ - ٤٥٦) أصل لفظ العرب والعجم وذكر:
انقسامَ البلاد إلى:
١ - ما غلب على أهله لسان العرب.
٢ - ما العُجْمة كثيرة فيهم أو غالبة.
وانقسامَ الأنساب إلى:
١ - قوم من نسل العرب، باقون على العربية لسانًا ودارًا، أو لسانًا لا دارًا، أو دارًا لا لسانًا.
٢ - قوم من نسل العرب، صارت العجمية لسانهم ودارهم، أو أحدهما.
٣ - قوم مجهولوا الأصل -وهم أكثر الناس- سواء كانوا عرب الدار واللسان، =
1 / 75