بالآباء، مُؤْمنٌ تقيٌّ أو فاجِرٌ شَقِيٌّ، أنتم بنو آدَمَ، وآدَمُ من ترابٍ، ليدعَنَّ رجالٌ فخرَهم بأقوام إنمَّا هم فَحْمٌ من فَحْمِ جهنَّمَ، أو ليكونن أهون على اللهِ من الجِعْلان (^١) التي تَدْفع بأَنْفِها النَّتَنَ" رواه أبو داود وغيره (^٢)، وهو صحيح.
وأيضًا: روى مسلم (^٣) عن ابن عباس أن النبي ﷺ قال: "أَبْغَضُ الناسِ إلى الله ثلاثةٌ: مُلْحِدٌ في الحَرَم، ومُبْتَغٍ في الإسلامِ سُنَّةً جاهِلِيَّة، ومُطَّلِبٌ دَمَ امْرِيءٍ بغَيْرِ حَقٍّ لِيُرِيْقَ دَمَهُ".
فكل من أراد في الإسلام أن يعمل بشيء من سنن الجاهلية دخلَ في الحديث.
والسنةُ الجاهليةُ: كلُّ عادةٍ كانوا عليها، قال تعالى: ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ﴾ [آل عمران: ١٣٧]، وقال [ﷺ]: "لتتبعنَّ سَنَنَ مَنْ كان قَبْلَكم" (^٤)، وهذا نصٌّ عام يوجِبُ تحريمَ متابعة كلِّ شيء من سُنَن الجاهلية في أعيادهم وغيرها.
ولفظ الجاهلية قد يكون اسمًا للحال، وهو الغالب في الكتاب والسنة، وقد يكون اسمًا لذي الحال (^٥) .
_________
(^١) جمع جُعَل، وهي دُوَيْبَّة تُشبه الخنفساء، من شأنها جمع الفضلات والنتن.
(^٢) رواه أبو داود رقم (٥١١٦)، والترمذي رقم (٣٩٥٥ و٣٩٥٦)، وأحمد: (١٤/ ٣٤٩ رقم ٨٧٣٦) من حديث أبي هريرة ﵁، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".
(^٣) كذا وهو وهم، وهو في البخاري رقم (٦٨٨٢) من طريق نافع بن جُبير عن ابن عباس ﵄ وانظر "تحفة الأشراف": (٥/ ٢٦٠).
(^٤) تقدم ص/ ٢١.
(^٥) يعني: لصاحب الحال.
1 / 45