وأمير المؤمنين علي كرم الله وجهه هو القدوة في قتال القاسطين أهل البغي وتبعه أولاده قرنا بعد قرن، فلو كان قتال أهل القبلة محظورا على إطلاقه لكان أول من يتطرق إليه الملامة أمير المؤمنين وولده الحسين ومن مشى على طريقتهما من أئمة أهل البيت النبوي، ولا يقول بذلك إلا مخذول مصادم لما دل عليه المعقول والمنقول والله سبحانه أعلم. انتهى بلفظه.
وأطال المؤلف الكلام في الفصل الثالث في ترجمة الإمام زيد بن علي في صفة خروجه إلى أن قال ما لفظه: فمن ذلك قيام الهادي إلى الحق وإبادته للقرامطة ومن دعا بعده من الأئمة في قطر اليمن إلى يومك هذا.
وكذا الإمام الناصر للحق الحسن بن علي في الجيل والديلم، وإسلام الجماهير من المشركين وما عقبه من قيام الأئمة هنالك.
إلى أن قال: ومن هذا يظهر أن ما ذكره الذهبي في ترجمة الإمام بقوله: ((خرج على هشام فليته لم يخرج)) غباوة عن مدارك الحق، وبناء على أصل منهار، وهو تحريم الخروج على الظالم المتغلب، وفساد هذا المذهب أوضح من أن يقام عليه الدليل، وهو مبسوط في موضعه.
وذكرنا في ترجمة أبي خالد طرفا من ذلك، وما ذلك إلا كقول من أطلق التخطية للحسين بن علي في الخروج على يزيد ولم يزل اعتقاد ذلك سهلا عند بعض من انتحل العلم، حتى قال قائل منهم: قتل بسيف جده، فإنا لله وإنا إليه راجعون انتهى.
Shafi 131