قال في (التخريج): البيهقي في (باب قطاع الطريق): قال الله تعالى: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ..}[المائدة:33] وذكر الآية إلى آخرها، ثم قال: وأخرج بإسناده إلى أنس بن مالك أن رهطا من عكل وعرينة أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا: يا رسول الله إنا ناس أهل ضرع، وقد استوخمنا المدينة، فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذود، وأمرهم أن يخرجوا فيها فيشربوا من أبوالها وألبانها، فانطلقوا حتى إذا كانوا في ناحية الحرة قتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واستاقوا الذود، وكفروا بعد إسلامهم، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في طلبهم، فأمر بهم فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم، وتركهم في ناحية الحرة حتى ماتوا وهم كذلك .
قال قتادة: وهو أحد رواته، بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يحث في خطبته بعد ذلك وينهى عن المثلة انتهى .
وقال البيهقي بعده ما لفظه: أخرجه البخاري، ومسلم في (الصحيح). انتهى .
وأخرج عن قتادة، عن محمد بن سيرين، أن هذا قبل أن تنزل الحدود يعني ما فعل بالعرنيين .
وأخرج عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا يحل قتل امرء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، إلا في إحدى ثلاث: زان بعد إحصان، ورجل قتل فقتل، ورجل خرج محاربا لله ورسوله فيقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض)) انتهى.
قلت: وخبر (المجموع) بلفظه في (المنهاج الجلي)، وحديث عائشة في (الصحيح) .
Shafi 145