Manhaj al-Asha'ira fi al-'Aqidah - Ta'qib 'ala Maqalat al-Sabuni
منهج الأشاعرة في العقيدة - تعقيب على مقالات الصابوني
Mai Buga Littafi
الدار السلفية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٦ م
Nau'ikan
مَنْهَج الأشاعرة فِي العقيدة
تعقيب على مقالات الصَّابُونِي
للشَّيْخ سفر بن عبد الرَّحْمَن الْوَالِي
محَاضِر بكلية الدعْوَة وأصول الدّين
1 / 1
تعقيب على مقالات عَليّ الصَّابُونِي
الْحَمد لله وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على من لَا نَبِي بعده. وَبعد:
فقد اطَّلَعت على مَا نشرته مجلة (الْمُجْتَمع) فِي الْأَعْدَاد من رقم ٦٢٧ - ٦٣٢، والمقابلة السَّابِقَة لَهَا وَكَذَلِكَ المقالتان المتضادتان فِي الْعدَد ٦٤٦ مِمَّا كتبه الشَّيْخَانِ الفوزان والصابوني عَن مَذْهَب الأشاعرة.
وَإِذا كَانَ من حق أَي قَارِئ مُسلم أَن يهتم بالموضوع وَأَن يُدْلِي بِرَأْيهِ إِن كَانَ لَدَيْهِ جَدِيد، فَكيف بِمن هُوَ متخصص فِي هَذَا الْمَوْضُوع مثلي؟.
فالأشاعرة جُزْء من مَوْضُوع رسالتي للدكتوراه "ظَاهِرَة الإرجاء فِي الْفِكر الإسلامي" إِذْ هِيَ أكبر فرق المرجئة الغلاة. وَلنْ أستعجل نتائج بحثي وَلَكِن حسبي أَن أدّعي
1 / 5
دَعْوَى وأطرحها للمناقشة وَأَقْبل بِكُل سرُور من يُدْلِي بوجهة نظره فِيهَا.
فَمن وَاقع إسلامي وتخصصي رَأَيْت أَن أَقُول كلمة عَسى الله أَن ينفع بهَا، - وَيعلم الله أنني لَو لم أشعر أَن قَوْلهَا وَاجِب ضَرُورِيّ لما سطرتها - وَلَكِن الْمَوْضُوع أكبر من أَن يسكت عَلَيْهِ أَو يجامل فِيهِ.
ولي على كلا الشَّيْخَيْنِ ملاحظات:
(١) أما الصَّابُونِي فَلَا يؤسفني أَن أَقُول: إِن مَا كتبه عَن عقيدة السّلف والأشاعرة يفْتَقر إِلَى أساسيات بدائية لكل باحث فِي العقيدة، كَمَا أَن أسلوبه بعيد كثيرا عَن الْمنْهَج العلمي الموثق، وَعَن الأسلوب المتعقل الرصين.
وَقد استبشرت بِالْبَيَانِ الْأَخير خيرا وحسبته بَيَان رُجُوع وَبَرَاءَة فَإِذا هُوَ بَيَان إِصْرَار وتوكيد.
ونظرًا لكَونه لَيْسَ إِلَّا جُزْءا من تيار بدعيٍّ يُرَاد لَهُ اكتساح الْأمة. ونظرًا لتعرضه لقضايا بَالِغَة الخطورة تحْتَاج إِلَى بحث مستفيض لَا تسعه المقالات الصحفية فَسَوف
1 / 6
أرجئ الْكَلَام عَنهُ إِلَى حِين يَتَيَسَّر لي بِإِذن الله إِخْرَاج الرَّد فِي الصُّورَة الَّتِي أَرَاهَا.
وَليكن مَعْلُوما أَن هَذَا الرَّد الْمَوْعُود لَيْسَ مَقْصُودا بِهِ الصَّابُونِي وَلَا غَيره من الْأَشْخَاص، فَالْمَسْأَلَة أكبر من ذَلِك وأخطر، إِنَّهَا مَسْأَلَة مَذْهَب بدعي لَهُ وجوده الواقعي الضخم فِي الْفِكر الإسلامي حَيْثُ تمتلئ بِهِ كثير من كتب التَّفْسِير وشروح الحَدِيث وَكتب اللُّغَة والبلاغة وَالْأُصُول فضلا عَن كتب العقائد والفكر، كَمَا أَن لَهُ جامعاته الْكُبْرَى ومعاهده المنتشرة فِي أَكثر بِلَاد الْإِسْلَام من الفلبين إِلَى السنغال.
وَقد ظَهرت فِي الآونة الْأَخِيرَة محاولات ضخمة متواصلة لترميمه وتحديثه تشرف عَلَيْهَا هيئات رسمية كبرى ويغذوها المستشرقون بِمَا ينبشونه من تراثه وَيخرجُونَ من مخطوطاته.
وَلِهَذَا وَجب على كل قَادر أَن يبين لأمته الْحق وَينْصَح لَهَا مهما لَقِي، فإنّ مِمَّا كَانَ يُبَايع عَلَيْهِ النَّبِي ﷺ أَصْحَابه النصح لكل مُسلم وَأَن يَقُولُوا الْحق لَا تأخذهم فِيهِ لومة لائم.
1 / 7
أما فَضِيلَة الشَّيْخ الفوزان فقد أحسن إِلَى (الْمُجْتَمع) وقرَّائها بِتِلْكَ الْمقَالة الْقيمَة، فقد عرض فِيهَا - على قصرهَا - حقائق أصولية مركزة فِي أسلوب علمي رصين.
وَله الْعذر كل الْعذر؛ إِذا لم يسْتَوْف الرَّد على الصَّابُونِي وَبَيَان التناقضات الَّتِي هِيَ سمة من سمات الْمنْهَج الْأَشْعَرِيّ نَفسه؛ لِأَن الْمَوْضُوع أكبر من أَن تحيط بِهِ مقَالَة صحفية.
وَلِهَذَا رَأَيْت من واجبي أَن أضيف إِلَى مَا كتبه فضيلته مستدركًا مَا لا يجوز تَأْجِيله إِلَى ظُهُور الرَّد المتكامل:-
أَولا: فَاتَ فضيلته أَن يرد على الصَّابُونِي فِيمَا عزاهُ إِلَى شيخ الْإِسْلَام - مكررًا إِيَّاه - من قَوْله: "الأشعرية أنصار أصُول الدّين، وَالْعُلَمَاء أنصار فروع الدّين ".
وَلَعَلَّ الشَّيْخ وثق فِي نقل الصَّابُونِي، مَعَ أَن الصَّابُونِي - على مَا أرجح - أول من يعلم بطلَان نِسْبَة هَذَا الْكَلَام لشيخ الْإِسْلَام ابْن تَيْمِية، ولغة الْعبارَة نَفسهَا لَيست من أسلوب شيخ الْإِسْلَام، والغريب حَقًا أَنه أعَاد هَذَا الْعزو فِي بَيَانه الْأَخير بِالْعدَدِ ٦٤٦ مؤكدًا إصراره على التمويه والتدليس.
1 / 8
وَأَنا أطلب من كل قَارِئ أَن يُرَاجع النَّص فِي ج٤ ص ١٦ من مَجْمُوع الْفَتَاوَى ليجد بِنَفسِهِ قبل تِلْكَ الْعبارَة نَفسهَا كلمة (قَالَ) فَالْكَلَام محكي مَنْقُول وقائله هُوَ الْمَذْكُور فِي أول الْكَلَام - آخر سطر من ص ١٥ - حَيْثُ يَقُول شيخ الْإِسْلَام:
"وَكَذَلِكَ رَأَيْت فِي فَتَاوَى الْفَقِيه أبي مُحَمَّد فَتْوَى طَوِيلَة ... قَالَ فِيهَا: " إِلَى أَن يَقُول:
"قَالَ: وَأما لعن الْعلمَاء الْأَئِمَّة الأشعرية فَمن لعنهم عزّر وعادت اللَّعْنَة عَلَيْهِ ... وَالْعُلَمَاء أنصار فروع الدّين والأشعرية أنصار أصُول الدّين.
"قَالَ: وَأما دُخُولهمْ النَّار ... " الخ
وفى آخر هَذِه الْفَتْوَى نَفسهَا يَقُول شيخ الْإِسْلَام (ص ١٥٨ - (١٥٩)، وَانْظُر أَيْضا ١٥٦). "وَأَيْضًا فَيُقَال هَؤُلَاءِ الْجَهْمِية الكلامية كصاحب هَذَا الْكَلَام أبي مُحَمَّد وَأَمْثَاله كَيفَ تدعون طَريقَة السّلف وَغَايَة مَا عِنْد السّلف أَن يَكُونُوا متابعين لرَسُول الله ﷺ؟).
1 / 9
إِلَى أَن يَقُول "وَأَبُو مُحَمَّد وَأَمْثَاله قد سلكوا مَسْلَك الْمَلَاحِدَة الَّذين يَقُولُونَ إِن الرَّسُول لم يبيّن الْحق فِي بَاب التَّوْحِيد" (١). الخ.
وَبِهَذَا يَتَّضِح قطعا:
أ- أَن الْعبارَة الْمَذْكُورَة لَيست من قَول شيخ الْإِسْلَام بل قَائِلهَا أشعري يمدح مذْهبه (٢).
ب- أَن شيخ الْإِسْلَام نسب هَذَا الْقَائِل ومذهبه إِلَى الْجَهْمِية الْكلابِيَّة وَاتِّبَاع طَريقَة الْمَلَاحِدَة وَأنكر عَلَيْهِم ادِّعَاء طَريقَة السّلف وَهَذَا ينفى مَا حاول الصَّابُونِي تدليسه فِي مقالاته السِّت تَمامًا.
وبالمناسبة أذكر بعض مَا يحضرني من الْكتب الَّتِي ألفها شيخ الْإِسْلَام فِي الرَّد على الأشاعرة نصا غير الَّتِي رد
_________
(١) وَانْظُر أَيْضا ص ١٥٦من الْجُزْء نَفسه. وَهَذَا الْكَلَام الْمَنْقُول من ص ١٥٨ لابد أَن الصَّابُونِي قَرَأَهُ؛ لِأَنَّهُ اسْتشْهد بِكَلَام بعده فِي ص ١٦٧ من الْفَتْوَى.
(٢) قَائِلهَا هُوَ أَبُو مُحَمَّد الجوينى وَالِد أَبُو الْمَعَالِي (توفى٤٤٠) وَقد رَجَعَ فِي آخر عمره إِلَى عقيدة السّلف وَشهد لَهُ بذلك شيخ الْإِسْلَام فِي مَوَاضِع، وَكتب فِي تَوْبَته "النَّصِيحَة" المطبوعة مَعَ الْمَجْمُوعَة المنيرية وطبعها الْمكتب الإسلامي معزوة إِلَى ابْن شيخ الحزاميين وَهُوَ خطأ. ومناسبة فتواه هَذِه هِيَ صُدُور مراسيم سلطانية بلعن أَصْحَاب الْبدع - وَمِنْهُم االأشاعرة - على المنابر، انْظُر المنتظم لِابْنِ الْجَوْزِيّ حوادث سنة ٤٣٣ وَمَا بعْدهَا.
1 / 10
عَلَيْهِم فِيهَا مَعَ غَيرهم:-
١ - دَرْء تعَارض الْعقل وَالنَّقْل وَهُوَ كُله رد عَلَيْهِم بِالْأَصَالَةِ كَمَا نَص فِي مقدمته، حَيْثُ استفتحه بِذكر قانونهم الْكُلِّي الْآتِي فِي ص (١٢).
٢ - بَيَان تلبيس الْجَهْمِية الْمُسَمّى نقض التأسيس، رد فِيهِ على إمَامهمْ الثَّانِي "الْفَخر الرَّازِيّ"، صَاحب تأسيس التَّقْدِيس أَو أساس التَّقْدِيس.
٣ - التسعينية وَهِي الَّتِي كتبهَا فِي الْأَشْهر الْأَخِيرَة من حَيَاته ﵀ جَوَابا عَن محاكمة الأشاعرة لَهُ (١).
٤ - شرح العقيدة الأصفهانية وهى شرح لعقيدة الشَّمْس الْأَصْفَهَانِي الَّتِي جرى فِيهَا على أصُول الأشاعرة.
٥ - الْفَتْوَى الحموية: مَعْرُوفَة.
٦ - الرسَالَة المدنية: وهى فِي الْجُزْء (٦) من مَجْمُوع الْفَتَاوَى.
٧ - النبوات: وَهُوَ نقض لكَلَام الباقلاني خَاصَّة والأشاعرة عَامَّة فِي النبوات.
_________
(١) وَهِي أول رِسَالَة فِي المجلد الْخَامِس من الفتاوي الْكُبْرَى (الطبعة الطَّوِيلَة) وَهِي تَشْمَل الْجُزْء الْخَامِس كُله من الطبعة الَّتِي قدم لَهَا مخلوف، وَسمعت أَنَّهَا تحقق بجامعة الإِمَام عَام وهى جديرة بالعناية.
1 / 11
٨ - الْإِيمَان: وَهُوَ نقد للأشاعرة فِي الْإِيمَان وَذكر بَقِيَّة المرجئة تبعا.
٩ - الْقَاعِدَة المراكشية: وهى كالبيان لمَذْهَب الإِمَام مَالك وأئمة الْمَالِكِيَّة فِي العقيدة ضد الْمُتَأَخِّرين من مالكية المغاربة المائلين إِلَى مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ، وهى فِي الْجُزْء الْخَامِس من مَجْمُوع الْفَتَاوَى وطبعت مُحَققَة.
١٥ - المناظرة فِي العقيدة الواسطية: ألفها فِي محاكمة الأشاعرة لَهُ بِسَبَب الواسطية وَهِي فِي الْجُزْء الثَّالِث من مَجْمُوع الْفَتَاوَى.
١١ - الاسْتقَامَة: كتبه نقضا لكتاب الْقشيرِي الصُّوفِي الْأَشْعَرِيّ وَبَين فِيهِ أَن عقيدة أَئِمَّة السلوك المعتبرين هِيَ مَذْهَب السّلف وَأَن بداية الانحراف فِي العقيدة عِنْد المنتسبين للتصوف فِي الْجُمْلَة إِنَّمَا جَاءَت مُتَأَخِّرَة فِي أَوَائِل الْقرن الْخَامِس حِين انْتَشَر مَذْهَب الأشعرى.
ولتلميذه ابْن الْقيم- ﵀ فِي الرَّد على الأشاعرة كتب مِنْهَا:-
١_ مُخْتَصر الصَّوَاعِق الْمُرْسلَة ناقش فِيهِ أصولهم وَمِنْهَا موقفهم من النُّصُوص.
٢_ شِفَاء العليل: معظمه عَنْهُم.
٣_ العقيدة النونية: معظمها عَنْهُم.
1 / 12
٤ - إجتماع الجيوش الإِسلامية: كُله رد على مَذْهَبهم خُصُوصا فِي نفي الْعُلُوّ.
هَذَا
وَلم يصدر من شيخ الْإِسْلَام مدح مُطلق للأشاعرة أبدا وَإِنَّمَا غَايَة مدحه لَهُم (كَمَا فِي ج (١٢) من الْفَتَاوَى) أَن يصفهم بِأَنَّهُم أقرب من غَيرهم وَأَن مَذْهَبهم مركب من الْوَحْي والفلسفة، أَو يمدح المشتغلين مِنْهُم بِالْحَدِيثِ لَا لكَوْنهم أشاعرة وَلَكِن لاشتغالهم بِالسنةِ مَعَ سُؤال الْمَغْفِرَة لَهُم فِيمَا وافقوا فِيهِ متكلمي مَذْهَبهم. لَكِن هَذَا أقل بِكَثِير من الْمَوَاضِع الَّتِي صرح فِيهَا بتبديعهم وتضليلبهم، وَفَسَاد منهجهم فَهِيَ أَكثر من أَن تحصر. كَمَا أَنه حدد- ﵀ مَتى يعد المنتسب إِلَى الْأَشْعَرِيّ من أهل السّنة فَقَالَ:
"أما من قَالَ مِنْهُم بِكِتَاب الْإِبَانَة الَّذِي صنفه الْأَشْعَرِيّ فِي آخر عمره وَلم يظْهر مقَالَة تنَاقض ذَلِك فَهَذَا يعد من أهل السنَة، لَكِن مُجَرّد الانتساب إِلَى الْأَشْعَرِيّ بِدعَة لاسيما لِأَنَّهُ بذلك يُوهم حسنا لكل من انتسب هَذِه النِّسْبَة وينفتح بذلك أَبْوَاب شَرّ" (١) ... أَي أَن من كَانَ على عقيدة السّلف مِنْهُم لَا يَنْبَغِي لَهُ الانتساب للأشعري لِأَنَّهُ بِدعَة ومذمة.
_________
(١) مَجْمُوع الْفَتَاوَى: ٦/ ٣٥٩.
1 / 13
ثَانِيًا: أحسن الشَّيْخ فِي مُطَالبَة الصَّابُونِي بِأَيّ دَلِيل صَحِيح على مَسْأَلَة تَكْفِير الأشاعرة، ويضاف إِلَى كَلَام فضيلته:
إِن الْحَاصِل فعلا هُوَ الْعَكْس فالأشاعرة هم الَّذين كفّروا وَلَا يزالون يكفّرون أَتبَاع السّلف بل كفّروا كل من قَالَ: "إِن الله تَعَالَى مَوْصُوف بالعلو"- كَمَا سَيَأْتِي هُنَا - وحسبك تكفيرهم واضطهادهم لشيخ الْإِسْلَام وَهُوَ مَا لم يَفْعَله أهل السّنة بعالم أشعري قطّ. وَقد سطر- ﵀ بعض جَوْرهمْ عَلَيْهِ فِي أول التسعينية وَصرح بِهِ كل من كتب عَن سيرته. وَلَوْلَا الإطالة لأوردت بعض مَا تصرح بِهِ كتب عقيدتهم من اتهامه بالزندقة وَالْكفْر والضلال. وَمن الْأَمْثِلَة المعاصرة كتب الكوثري ومقالاته وَكتاب "بَرَاءَة الْأَشْعَرِيين" وَكتاب "ابْن تَيْمِية لَيْسَ سلفيًا" وَبَعض مَا فِي كتاب "أَرْكَان الْإِيمَان" (١)
_________
(١) وَانْظُر عَن القدامى: الرَّد الوافر على من زعم أَن ابْن تَيْمِية شيح الْإِسْلَام كَافِر، وَكتاب الحصني: دفع شُبْهَة من شبّه وتمرّد. وللعلم فبعض هَذِه الْكتب المعاصرة باسم مستعار، وَمِمَّنْ اعْترف بموقفهم من شيخ الْإِسْلَام الشَّيْخ مُحَمَّد أَبُو زهرَة فِي كِتَابه ابْن تَيْمِية (ص ٥٦)، وَمن ذَلِك قَول صَاحب حَوَاشِي على شرح الْكُبْرَى للسنوسي قَوْله:" ابْن تَيْمِية ... أَي الْحَنْبَلِيّ الْمَشْهُور زنديق وبغضه للدّين وَأَهله لَا يخفى" (ص ٦٢) وَانْظُر فِي كتاب وهبى غاوجبى أَرْكَان الْإِيمَان (ص ٢٩٧ - ٢٩٩).
1 / 14
فيا عجبا لهَؤُلَاء الْقَوْم يكفّرونه ثمَّ يدّعون أَنهم وإياه على مَذْهَب وَاحِد ويشملهم جَمِيعًا اسْم "السّنة وَالْجَمَاعَة"!!، وَإِذا كَانَت كتب الأشاعرة تتبرأ من "الحشوية والمجسمة والنابتة" وَغير ذَلِك مِمَّا يلقبون بِهِ أهل السّنة وَالْجَمَاعَة فَكيف يكونُونَ وهم سَوَاء!!.
ثَالِثا: كَانَ بودي أَن يفصّل الشَّيْخ معنى مصطلح أهل السّنة وَدخُول الأشاعرة فِيهِ أَو عَدمه، وَهِي الَّتِي يدندن حولهَا الصَّابُونِي، وَأَنا أوجزه جدا فَأَقُول:
إِن مصطلح أهل السّنة وَالْجَمَاعَة يُطلق وَيُرَاد بِهِ مَعْنيانِ:
أ_ الْمَعْنى الْأَعَمّ: وَهُوَ مَا يُقَابل الشِّيعَة فَيُقَال: "المنتسبون لِلْإِسْلَامِ قِسْمَانِ: أهل السّنة والشيعة"، مِثْلَمَا عنون شيخ الْإِسْلَام كِتَابه فِي الرَّد على الرافضي "منهاج السّنة"، وَفِيه بيّن هذَيْن الْمَعْنيين (١) وَصرح أَن مَا ذهبت إِلَيْهِ الطوائف المبتدعة من أهل السّنة بِالْمَعْنَى الْأَخَص.
_________
(١) ج ٢ ص ١٦٣ تَحْقِيق مُحَمَّد رشاد سَالم.
1 / 15
وَهَذَا الْمَعْنى يدْخل فِيهِ كل من سوى الشِّيعَة كالأشاعرة، لاسيما والأشاعرة فِيمَا يتَعَلَّق بموضوع الصَّحَابَة وَالْخُلَفَاء متفقون مَعَ أهل السّنة وهى نقطة الِاتِّفَاق المنهجية الوحيدة كَمَا سَيَأْتِي.
ب_ الْمَعْنى الْأَخَص: وَهُوَ مَا يُقَابل المبتدعة وَأهل الْأَهْوَاء وَهُوَ الْأَكْثَر اسْتِعْمَالا وَعَلِيهِ كتب الْجرْح وَالتَّعْدِيل فَإِذا قَالُوا عَن الرجل أَنه صَاحب سنة أَو كَانَ سنيًا أومن أهل السّنة وَنَحْوهَا فَالْمُرَاد أَنه لَيْسَ من إِحْدَى الطوائف البدعية كالخوارج والمعتزلة والشيعة وَلَيْسَ صَاحب كَلَام وَهوى.
وَهَذَا الْمَعْنى لَا يدْخل فِيهِ الأشاعرة أبدا بل هم خارجون عَنهُ، وَقد نَص الإِمَام أَحْمد وَابْن الْمَدِينِيّ على أَن من خَاضَ فِي شَيْء من علم الْكَلَام لَا يعْتَبر من أهل السّنة وَإِن أصَاب بِكَلَامِهِ السّنة حَتَّى يدع الجدلي وَيسلم للنصوص، فَلم يشترطوا مُوَافقَة السّنة فَحسب بل التلقي والاستمداد مِنْهَا (١) فَمن تلقى من السّنة فَهُوَ من أَهلهَا وَإِن أَخطَأ، وَمن تلقى من غَيرهَا فقد أَخطَأ وَإِن وافقها فِي النتيجة.
_________
(١) انْظُر شرح أصُول اعْتِقَاد أهل السّنة وَالْجَمَاعَة، اللالكائي، تَحْقِيق الْأَخ أَحْمد بن سعد بن حمدَان ١/ ١٥٧ - ١٦٥.
1 / 16
والأشاعرة- كَمَا سترى - تلقوا وَاسْتَمَدُّوا من غير السّنة وَلم يوافقوها فِي النتائج فَكيف يكون من أَهلهَا.
وسنأتي بحكمهم عِنْد أَئِمَّة الْمذَاهب الْأَرْبَعَة من الْفُقَهَاء فَمَا بالك بأئمة الْجرْح وَالتَّعْدِيل من أَصْحَاب الحَدِيث:-
ا- عِنْد الْمَالِكِيَّة:
روى حَافظ الْمغرب وَعلمهَا الْفَذ ابْن عبد الْبر بِسَنَدِهِ عَن فَقِيه الْمَالِكِيَّة بالمشرق ابْن
خويز منداذ أَنه قَالَ فِي كتاب الشَّهَادَات شرحًا لقَوْل مَالك: "لَا تجوز شَهَادَة أهل الْبدع والأهواء"، وَقَالَ:
"أهل الْأَهْوَاء عِنْد مَالك وَسَائِر أَصْحَابنَا هم أهل الْكَلَام، فَكل مُتَكَلم فَهُوَ من أهل الْأَهْوَاء والبدع أشعريًا كَانَ أَو غير أشعري، وَلَا تقبل لَهُ شَهَادَة فِي الْإِسْلَام أبدا ويهجر ويؤدب على بدعته فَإِن تَمَادى عَلَيْهَا استتيب مِنْهَا" (١).
وروى ابْن عبد الْبر نَفسه فِي "الانتقاء" عَن الْأَئِمَّة الثَّلَاثَة "مَالك وأبى حنيفَة وَالشَّافِعِيّ" نهيهم عَن الْكَلَام وزجر
_________
(١) جَامع بَيَان الْعلم وفضله ١٧/ ١٢ تَحْقِيق عُثْمَان مُحَمَّد عُثْمَان، وَهُوَ فِي ٢/ ٩٦ سنّ الطبعة المنيرية.
1 / 17
أَصْحَابه وتبديعهم وتعزيرهم، وَمثله ابْن الْقيم فِي اجْتِمَاع الجيوش الإسلامية فَمَاذَا يكون الأشاعرة إِن لم يَكُونُوا أَصْحَاب كَلَام؟.
٢ - عِنْد الشَّافِعِيَّة:
قَالَ الإِمَام أَبُو الْعَبَّاس بن سُرَيج الملقب بالشافعي الثَّانِي وَقد كَانَ معاصرا للأشعري: "لَا نقُول بِتَأْوِيل الْمُعْتَزلَة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة بل نقبلها بِلَا تَأْوِيل، ونؤمن بهَا بِلَا تَمْثِيل" (١).
قَالَ الإِمَام أَبُو الْحسن الكرجى من عُلَمَاء الْقرن الْخَامِس الشَّافِعِيَّة مَا نَصه: "لم يزل الْأَئِمَّة الشَّافِعِيَّة يأنفون ويستنكفون أَن ينسبوا إِلَى الْأَشْعَرِيّ ويتبرَّءون مِمَّا بنى الْأَشْعَرِيّ مذْهبه عَلَيْهِ وَينْهَوْنَ أَصْحَابهم وأحبابهم عَن الحوم حواليه على مَا سَمِعت من عدَّة من الْمَشَايِخ وَالْأَئِمَّة، وَضرب مِثَالا بشيخ الشَّافِعِيَّة فِي عصره الإِمَام أَبُو حَامِد الاسفرائيني الملقب "الشَّافِعِي الثَّالِث" قَائِلا:
_________
(١) توفّي ابْن سُرَيج سنة ٣٠٦، انْظُر تَارِيخ بَغْدَاد ٤/ ٢٩٠، وسير أَعْلَام النبلاء١٤/ ٢٠١، وَالظَّاهِر أَنه توفّي قبل رُجُوع الْأَشْعَرِيّ لمَذْهَب السّلف، والأشعري توفّي ٣٢٤ أَو ٣٣٠ على قَوْلَيْنِ. وَانْظُر عقيدة ابْن سُرَيج فِي اجْتِمَاع الجيوش الإسلامية ٦٢.
1 / 18
"وَمَعْلُوم شدَّة الشَّيْخ على أَصْحَاب الْكَلَام حَتَّى ميز أصُول فقه الشَّافِعِي من أُصُوله الْأَشْعَرِيّ، وعلق عَنهُ أَبُو بكر الراذقاني وَهُوَ عِنْدِي، وَبِه اقْتدى الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ فِي كِتَابيه اللمع والتبصرة حَتَّى لَو وَافق قَول الْأَشْعَرِيّ وَجها لِأَصْحَابِنَا ميزّه وَقَالَ: "هُوَ قَول بعض أَصْحَابنَا وَبِه قَالَت الأشعرية وَلم يعدهم من أَصْحَاب الشَّافِعِي، استنكفوا مِنْهُم وَمن مَذْهَبهم فِي أصُول الْفِقْه فضلا عَن أصُول الدّين" (١) اهـ.
وَبِنَحْوِ قَوْله بل أَشد مِنْهُ قَالَ شيخ الْإِسْلَام الْهَرَوِيّ الْأنْصَارِيّ (٢).
٣ - الْحَنَفِيَّة: مَعْلُوم أَن وَاضع الطحاوية وشارحها كِلَاهُمَا حنفيان، وَكَانَ الإِمَام الطَّحَاوِيّ معاصرًا للأشعري
_________
(١) التسعينية: ٢٣٨ - ٢٣٩ وَانْظُر شرح الأصفهانية: ٣١ من ج ٥ من الْفَتَاوَى الْكُبْرَى نَفسهَا، وَانْظُر عَن الكرجي وعقيدته: إجتماع الجيوش الإسلامية ومختصر الْعُلُوّ، وَله تَرْجَمَة فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة لِابْنِ السُّبْكِيّ وطبقات الشَّافِعِيَّة لِابْنِ كثير.
(٢) يُلَاحظ أَن كلا من الشَّافِعِيَّة والحنابلة يدّعى الْهَرَوِيّ لمذهبهم، ورجّح شيخ الْإِسْلَام أَنه يَأْخُذ من كليهمَا وَيتبع الْأَثر. انْظُر (شيخ الْإِسْلَام عبد الله الْهَرَوِيّ ص٩٦)، وَقَوله فيهم نَقله فِي التسعينية: ٢٧٧ عَن كتاب ذمّ الْكَلَام وَهُوَ يُحَقّق بجامعة الإِمَام كَمَا قَرَأت. وَانْظُر أَيْضا عَن موقف الشَّافِعِيَّة دَرْء التَّعَارُض ٢/ ١٠٦.
1 / 19
وَكتب هَذِه العقيدة لبَيَان مُعْتَقد الإِمَام أبي حنيفَة وَأَصْحَابه، وَهِي مشابهة لما فِي الْفِقْه الْأَكْبَر عَنهُ، وَقد نقلوا عَن الإِمَام أَنه صرح بِكفْر من قَالَ: "إِن الله لَيْسَ على الْعَرْش" أَو توقف فِيهِ، وتلميذه أَبُو يُوسُف كفّر بِشرًا المرِيسي، وَمَعْلُوم أَن الأشاعرة ينفون الْعُلُوّ وَيُنْكِرُونَ كَونه تَعَالَى على الْعَرْش، وَمَعْلُوم أَيْضا أَن أصولهم مستمدة من بشر المريسي!! (١).
٤ - الْحَنَابِلَة: موقف الْحَنَابِلَة من الأشاعرة أشهر من أَن يذكر فمنذ بدّع الإِمَام أَحْمد (ابْن كلاب) وَأمر بهجره - وَهُوَ المؤسس الْحَقِيقِيّ للْمَذْهَب الْأَشْعَرِيّ- لم يزل الحناَبلة مَعَهم فِي معركة طَوِيلَة، وَحَتَّى فِي أَيَّام دولة نظام الْملك- الَّتِي استطالوا فِيهَا - وَبعدهَا كَانَ الْحَنَابِلَة يخرجُون من بَغْدَاد كل واعظ يخلِّط قصصه بِشَيْء من مَذْهَب الأشاعرة، وَلم يكن ابْن الْقشيرِي إِلَّا وَاحِدًا مِمَّن تعرض لذَلِك، وبسبب انتشار مَذْهَبهم وَإِجْمَاع عُلَمَاء الدولة سِيمَا الْحَنَابِلَة على محاربته أصدر الْخَلِيفَة الْقَادِر منشور (الِاعْتِقَاد القادري) أوضح فِيهِ العقيدة الْوَاجِب على الْأمة اعتقادها
_________
(١) انْظُر غير مَا ذكر سير أَعْلَام النبلاء تَرْجَمَة بشر ١٠/ ٢٠٠ - ٢٠١، والحموية: ١٤ - ١٥ طبعة قصى الْخَطِيب.
1 / 20
سنة ٤٣٣ هـ (١)
وكذلك يفعل أتباعهم في عصرنا هذا بمليء خطبهم الحماسية أو مواعظهم وقصصهم وما يسمونه
بالكتب الفكرية لثقة قرائهم- من الشباب المتحمس-العمياء بهم ولجهل أكثر هؤلاء الشباب بعقيدتهم الصحيحة التي كان عليها سلفهم الصالح من الصحابة ومن تبعهم بإحسان.
هَذَا وَلَيْسَ ذمّ الأشاعرة وتبديعهم خَاص بأئمة الْمذَاهب المعتبرين بل هُوَ مَنْقُول أَيْضا عَن أَئِمَّة السلوك الَّذين كَانُوا أقرب إِلَى السّنة وَاتِّبَاع السّلف، فقد نقل شيخ الْإِسْلَام فِي الاسْتقَامَة كثيرا من أَقْوَالهم فِي ذَلِك وَأَنَّهُمْ يعتبرون مُوَافقَة عقيدة الأشعرية منافيا لسلوك طَرِيق الْولَايَة والاستقامة حَتَّى أَن عبد الْقَادِر الجيلاني، لما سُئِلَ "هَل كَانَ لله ولي على غير اعْتِقَاد أَحْمد بن حَنْبَل؟. قَالَ: مَا كَانَ وَلَا يكون" (٢).
فَهَذَا موجز مُخْتَصر جدا لحكم الأشاعرة فِي الْمذَاهب الْأَرْبَعَة، فَمَا ظَنك بِحكم رجال الْجرْح وَالتَّعْدِيل مِمَّن يعلم أَن
_________
(١) انْظُر المنتظم لِابْنِ الْجَوْزِيّ أَحْدَاث سنة: ٤٣٣، ٤٦٩، ٤٧٥، وَغَيرهَا ج٨ وَج٩.
(٢) ص٨١ - ٨٩ و١٠٥ - ١٠٩.
1 / 21
مَذْهَب الأشاعرة هُوَ رد خبر الْآحَاد جملَة وأنّ فِي الصَّحِيحَيْنِ
أَحَادِيث مَوْضُوعَة أدخلها الزَّنَادِقَة ... وَغَيرهَا من الْعَوام، وَانْظُر إِن شِئْت تَرْجَمَة إمَامهمْ الْمُتَأَخر الْفَخر الرَّازِيّ فِي الْمِيزَان ولسان الْمِيزَان.
فَالْحكم الصَّحِيح فِي الأشاعرة أَنهم من أهل الْقبْلَة لاشك فِي ذَلِك، أما أَنهم من أهل السّنة فَلَا، وَسَيَأْتِي تَفْصِيل ذَلِك فِي الموضوعات التالية:
وَهَاهُنَا حَقِيقَة كبرى أثبتها عُلَمَاء الأشعرية الْكِبَار بِأَنْفسِهِم -كالجويني وَابْنه أبي الْمَعَالِي والرازي وَالْغَزالِيّ وَغَيرهم- وَهِي حَقِيقَة إعلان حيرتهم وتوبتهم ورجوعهم إِلَى مَذْهَب السّلف، وَكتب الأشعرية المتعصبة مثل طَبَقَات الشَّافِعِيَّة أوردت ذَلِك فِي تراجمهم أَو بعضه فِي دلَالَة ذَلِك؟.
إِذا كَانُوا من أصلهم على عقيدة أهل السّنة وَالْجَمَاعَة فَعَن أَي شئ رجعُوا؟ ولماذا رجعُوا؟ وَإِلَى أيّ عقيدة رجعُوا؟.
رَابِعا: دَعْوَى الأشاعرة أَن أَكثر أَئِمَّة الْمُسلمين على مَذْهَبهم دَعْوَى عَارِية عَن الدَّلِيل يكذبها الْوَاقِع التاريخي، وَكتب الأشاعرة نَفسهَا عِنْد تَعْرِيف مذهبي السّلف وَالْخلف
1 / 22
تَقول: "إِن مَذْهَب السّلف هُوَ مَذْهَب الْقُرُون الثَّلَاثَة"، وَبَعضهَا يَقُول: "إِنَّه مَذْهَب الْقُرُون الْخَمْسَة" (١)، فَمَاذَا بَقِي بعد هَذِه الْقُرُون؟
وَصَدقُوا فالثابت تاريخيا أَن مَذْهَب الأشاعرة لم ينتشر إِلَّا فِي الْقرن الْخَامِس إِثْر انتشار كتب الباقلاني (٢).
وَلَوْلَا ضيق المجال لسردت قَائِمَة متوازنة أذكر فِيهَا كبار الأشاعرة وَمن عاصرهم من كبار أهل السّنة وَالْجَمَاعَة الَّذين يفوقون أُولَئِكَ عددا وعلمًا وفضلًا، وحسبك مَا جمعه ابْن الْقيم فِي اجْتِمَاع الجيوش الإسلامية، والذهبي فِي الْعُلُوّ، وقبلهما اللالكائي.
أما عوام الْمُسلمين فَالْأَصْل فيهم أَنهم على عقيدة السّلف؛ لِأَنَّهَا الْفطْرَة الَّتِي يُولد عَلَيْهَا الْإِنْسَان وينشأ عَلَيْهَا الْمُسلم بِلَا تلقين وَلَا تَعْلِيم (من حَيْثُ الأَصْل)، فَكل من لم يلقِّنْهُ المبتدعة بدعتَهم ويدرِّسوه كتبهمْ فَلَيْسَ من حق أيّ فرقة أَن تدَّعيه إِلَّا أهل السّنة وَالْجَمَاعَة.
_________
(١) وَمِنْهَا شرح الباجوري - أَو البيجوري - على الْجَوْهَرَة ١/ ٨٢، طبعة مُحَمَّد عَليّ صبيح.
(٢) انْظُر الاسْتقَامَة:١٠٥ وَتبين كذب المفتري ابْن عَسَاكِر٤١٠ بتحقيق الكوثري.
1 / 23