Manazil Aimma
منازل الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد
Bincike
محمود بن عبد الرحمن قدح
Mai Buga Littafi
بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م
Inda aka buga
الرياض
Nau'ikan
١ اختلف العلماء في تعريف النبي والرسول والفرق بينهما على أقوال عديدة، لا تخلو من الاعتراض عليها، ولعل أرجح الأقوال في ذلك وأسلمها من الاعتراض ما ذكره الإمام ابن تيمية في كتابه النبوات ص٢٥٥،٢٥٦: قال: "فالنبي: هو الذي أوحى الله إليه وأخبره بأمره ونهيه وخبره، ويعمل بشريعة رسول قبله بين قوم مؤمنين بها. وأما الرسول: فهو الذي ينبئه الله ثم يأمره أن يبلغ رسالته إلى من خالف أمره". ٢ سورة الشورى /٥١. ٣ سورة الشعراء /١٩٣. ٤ عن ابن عباس ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: "رأيت ربي ﷿" أخرجه الإمام أحمد ١/٢٨٥، وابنه في السنة (ح١١٦٧) وابن أبي عاصم في السنة (ح٤٣٣)، قال الهيثمي في المجمع: ١/٧٨: رجاله رجال الصحيح. وللسلف ﵏ في (مسألة رؤية النبي ﷺ لربه ﷿ في الدنيا) خلاف قديم مشهور على ثلاثة أقوال هي: ١- إنكار رؤية النبي ﷺ لربه في الدنيا ٢- إثبات الرؤية ٣- التوقف في المسألة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قد اتفق أئمة المسلمين على أن أحدا من المؤمنين لا يرى الله بعينه في الدنيا، ولم يتنازعوا إلا في النبي ﷺ خاصة، مع أن جماهير الأمة اتفقوا على أنه لم يره بعينه في الدنيا، وعلى هذا دلت الآثار الصحيحة الثابتة عن النبي ﷺ والصحابة وأئمة المسلمين. ولم يثبت عن ابن عباس ولا الإمام أحمد وأمثالهما أنهم قالوا إن محمدًا رأى ربه بعينه، بل الثابت عنهما إما إطلاق الرؤية، وإما بتقييدها بالفؤاد، وليس في شيء من أحاديث المعراج الثابتة أنه رآه بعينه. اهـ" فعلى هذا يمكن الجمع بين القولين الأولين والأدلة، أن من نفى وأنكر الرؤية فيحمل على الرؤية العينية البصرية، وأما من أثبت الرؤية فيحمل على إثبات الرؤية القلبية، وهذا ثابت عن ابن عباس ﵄ أنه قال: "رآه بقلبه". (أخرجه مسلم ١/١٥٨) - والله أعلم. وبهذا يتبين لنا خطأ المؤلف - عفا الله عنا عنه- في زعمه الإجماع على رؤية النبي ﷺ لربه في الدنيا ليلة المعراج. (ر: للتوسع: صحيح مسلم ١/١٥٨ وما بعدها، الشريعة ٣/١٥٤١ للآجري، شرح أصول الاعتقاد٣/٥١٢ للالكائي، الحجة في بيان المحجة ٢/٢٥٢ للأصبهاني، مجموع الفتاوى ٣/٣٨٦، ٦/٥٠٧ لابن تيمية، فتح الباري ٨/٦٠٨، رؤية الله تعالى ص١٣٨-١٧٤ د. أحمد آل حمد، فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ٢/١٢٨) .
1 / 133