سبيل الله (1)، وقوله: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه (2).
[الأدعياء]
وأما زياد فإن أمه كانت تدعى سمية، كانت أمة لبعض ملوك كندة، فاعتل ذلك الملك بالجمرة فجاءه الحارث بن كلدة طبيب العرب فعالجه منها فبرئ، فأجازه وكساه ووهب له إماء كانت فيهن سمية، فأعجبت الحارث فوقع بها وكانت بغيا، ووقع بها غلام أسود كان للحارث يقال له: مسروح فحملت منه فجاءت بولد أسود وهو نفيع أبو بكرة، أدرك النبي صلى الله عليه وآله فأسلم على يديه وتولاه، فقال الحارث بن كلدة:
ما أعرف في آبائي أسود؟
ونفى نفيعا عن نفسه، واعتزلها وزوجها عبدا له يقال له: عبيد، ووهبهما لابنة له، فولدت سمية زيادا على فراش عبيد، فأعتقته مولاته بنت الحارث، فخرج منكرا ظريفا ذا مكر ودهاء وفطنة وذكاء.
فأما أبو بكر نفيع فكان ينسب إلى مسروح، ولما احتضر حضره بنوه فقال: أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وآله فإن أبى هؤلاء إلا أن ينسبوني، فإني ابن مسروح (3).
ولقي زياد أبا موسى الأشعري بالبصرة فرأى فيه نباهة وحركة فاستكتبه، ثم قدم على علي عليه السلام لما فرغ من أصحاب الجمل، فرأى فيه فضل عقل وقوة على العمل، فاستعمله ووجه به إلى فارس، وكان بها إلى أن أصيب علي عليه السلام وهو بفارس، فخافه معاوية ورأى أن يستعطفه ويستميله، فكتب إليه فيه يعرفه أنه أخوه ويعده ويمنيه، فأبى عليه زياد فلم يزل به معاوية يكاتبه ويتلطف به حتى انحنى إليه، وقدم عليه بعد
Shafi 237