192

Manaqib da Matalib

المناقب والمثالب

Nau'ikan

وقال عمرو بن العاص مثل ذلك، فانصرف القوم وأتى علي وعمرو بن العاص إلى عثمان فأخبراه بذلك وبانصراف القوم، فخرج إلى المسجد وخطب الناس وذكر أمر الوفد وقال لهم: إنهم جاءوا لأحاديث كاذبة بلغتهم، فلما تيقنوا فسادها انصرفوا عارفين بذلك مكذبين للذي بلغهم.

فقام عمرو بن العاص من ناحية المسجد فقال: اتق الله يا عثمان ودع عنك التهاتر، واقصد قصد الحق وتب إلى الله مما أتيت، فإن الله لا يرضيه إلا ذلك عنك ولا يرضى المسلمين إلا هو منك.

فقال: وإنك هاهنا يا ابن النابغة، ثم استقبل عثمان القبلة ورفع يده فقال: اللهم إني أتوب إليك مما صنعت وأستغفرك، وقد جاءنا ناس من المغازي فانصرفوا إلى مغازيهم.

ولما وصل وفد مصر إلى إيلة لحق بهم راكب مالت به الطريق إليهم، وأنكروه فأخذوه وفتشوه فأصابوا معه كتاب عثمان إلى عبد الله بن سعد بن أبي سراح عامله على مصر يأمره بقتلهم، فانصرفوا بالكتاب وفيهم عبد الرحمن بن عديس البلوي فقال:

رجعن عن أليون الصعيد

سربلات حلق الحديد

يطلبن حق الله في الوليد

وفي ابن عفان وفي سعيد

والحكم المخلع الطريد

وانصرفوا بالكتاب وكان بخط مروان، وكان عثمان استكتبه وبطابع عثمان ومع بريد على ناقة لعثمان، فأعلموا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وعامة الناس بذلك، فعرفوا الكتاب والخاتم والرسول والناقة، وأنكر ذلك عثمان وحلف عليه وخرج فرقى المنبر ليخطب ويعتذر، فحصبه الناس من كل جانب حتى وقع مغشيا عليه، فحمل ورجع عليه الناس خلا نفر من بني أمية، وخرج عمرو بن العاص عنه إلى ناحية أرضه بفلسطين لما علم أنه سيقتل، وجاءه علي عليه السلام يعوده ويسأل عن حاله، فقال له من

Shafi 197