فيهم مائة فارس وستمائة دراع ومعهم الأحابيش بالحراب، ولم يدعوا أحدا يذكر من أهل مكة إلا أخرجوه، وقالوا لأبي لهب: أخرج معنا.
فقال: أنا أخرج عني رجلا.
فبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة وكان العاص بن هشام أخو أبي جهل، يعد في نوكي (1) قريش، وكان قد قامر (2) أبا لهب فقمره حتى أخرجه من ماله فقال:
فامرني على أهلي، فقامره حتى ملك أهله، فقال: فقامرني على نفسي، فقامره حتى ملكه فأخرجه يوم بدر عنه وكان فيمن قتل بها.
فالتقوا ببدر وقد فاتت العير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ونجا بها أبو سفيان، وأقبل سائر بني عبد شمس وبني أمية ومن نفر معهم من قريش على قتال رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه، واستهانوا بهم لقلتهم ورأوا أنهم في أيديهم ودعوا للبراز.
وبرز عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة ودعوا للبراز، فبرز إليهم علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وحمزة عليه السلام عم رسول الله صلى الله عليه وآله وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وكان مسنا، وخرج يومئذ يتوكأ على عصى فبارزه عتبة، وبارز حمزة شيبة، وبارز الوليد عليا، وفيهم أنزل الله عز وجل: هذان خصمان اختصموا في ربهم (3).
فقتل علي الوليد، وقتل حمزة شيبة، واختلف بين عبيدة وعتبة ضربتان أثبت كل واحد منهما صاحبه، فعطف حمزة وعلي على عبيدة فاستنقذاه وقتلا عتبة، وقد قطع عتبة رجل عبيدة فمات بعد منصرف رسول الله صلى الله عليه وآله بالصفراء رحمة الله عليه، وحمل المسلمون على المشركين فانهزموا، وقتل الله أكثرهم وأباح للمسلمين غنائمهم وأسر جماعة منهم واستشهد بعض المسلمين، وكان فيمن قتل يومئذ من
Shafi 146