136

Manaqib da Matalib

المناقب والمثالب

Nau'ikan

وجاء مع مشركي قريش فيمن أكره من بني هاشم يوم بدر، فأسر فيمن أسر، فمر بعلي وهو مشدود بنسعة (1) يده إلى عنقه، فلما رآه علي صلوات الله عليه صرف وجهه عنه، فصاح به عقيل: يا ابن أم أما والله لقد رأيتني ولكن عمدا تصد عني.

فأتى علي صلوات الله عليه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: «يا رسول الله هل لك في أبي يزيد مشدودة يده إلى عنقه بنسعة».

قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: «انطلق بنا يا علي لنراه».

فانطلقا فلما أبصر رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يا رسول الله إن كنتم قتلتم أبا جهل فقد ظفرتم، وإلا فادركوا القوم ما داموا يحدثان قرحتهم.

فقال له النبي صلى الله عليه وآله: «قد قتله الله عز وجل» (2).

وقال النبي صلى الله عليه وآله للعباس: «افد نفسك وعقيلا» (3).

ففداه وأقام مع رسول الله صلى الله عليه وآله وشهد معه المشاهد وأغنى وتعفف، فيقال: إنه أتى يوم حنين إلى امرأته فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بسيفه وقد تلطخ بالدم فقالت له:

قد علمنا أنك قاتلت ولكن ما جئتنا به من الغنيمة؟

قال: والله إن جئتك بشيء إلا لعن، أخذت إبرة فأصلحت بها ثوبا لي وبقيت عندي، وها هي هذه فخذيها تنتفعي بها.

فأخذتها، فهم على ذلك إذ سمع منادي رسول الله صلى الله عليه وآله ينادي في الناس: أيها الناس احذروا الغلول فإن الغلول في النار، أدوا الخياط والمخيط.

فقال لامرأته: لا أرى إبرتك والله إلا فاتتك.

Shafi 141