132

Manaqib da Matalib

المناقب والمثالب

Nau'ikan

وقال في حديث آخر «إنا آل عبد المطلب من شجرة واحدة وأنا وجعفر من غصن من أغصانها فأشبه خلقه خلقي وخلقه خلقي».

وقال في حديث آخر: «إني وجعفر من طينة واحدة» (1).

ومر أبو طالب ومعه جعفر ورسول الله صلى الله عليه وآله هو وعلي يصليان فقال لجعفر: صل جناح ابن عمك. فصلى جعفر مع النبي صلى الله عليه وآله، فكانت أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وآله في جماعة.

وكان جعفر يوم بدر بأرض الحبشة فضرب له رسول الله صلى الله عليه وآله بأجره وسهمه، ولما أتى نعيه من مؤتة قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «لقد سار في ملأ من الملائكة له جناحان خضيبان أبيض القوادم» (2) وحزن عليه حزنا شديدا، وقال لأهله: «اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد جاءهم ما يشغلهم عن النظر لأنفسهم» (3) فكانت بعد ذلك سنة في الناس يصنع لأهل الميت أحباؤهم الطعام عند موته ما داموا في نعيه.

وقيل: إنه وجد فيه بعد أن قتل بضع وتسعون جراحة، ما بين ضربة وطعنة ورمية لما ثبت يومئذ، وقتل وهو ابن ثلاثين سنة، وقيل: ابن خمس وعشرين سنة (4).

وقالت في ذلك زوجته أسماء بنت عميس فيه ترثيه:

يا جعفر الطيار خير مضرب

للخيل يوم تطاعن وشياح

قد كنت لي جبلا ألوذ بظله

فتركتني أمشي بأجرد ضاحي

قد كنت ذات حمية ما عشت لي

أمشي البراز وأنت كنت جناحي

Shafi 137