129

Manaqib da Matalib

المناقب والمثالب

Nau'ikan

فأمست قريش يفرحون لفقده

ولست ترى حيا لشيء مخلدا

رجاة أمورا زينتها حلومها

لهم سوف توردهم من الغي موردا

يرجون تكذيب النبي وقتله

وأن يفتروا بهتا عليه ويجحدا

كذبتم وبيت الله حتى نذيقكم

صدور العوالي والصفيح المهندا

ويبدو منا منظر ذو كريهة

إذا ما تسربلنا الحديد المسردا

فإما تبيدونا وإما نبيدكم

وإما تروا سلم العشيرة أرشدا

وإلا فإن الحي دون محمد

بنو هاشم خير البرية محتدا

وإن له منكم من الله ناصرا

ولست بلاق صاحب الله أوحدا

نبي أتى من كل وحي بخطة

وسماه ربي في الكتاب محمدا

أغر كضوء البدر صورة وجهه

جلى الغيم عنه ضوءه فتوقدا

أمين على ما استودع الله قلبه

وإن قال قولا كان فيه مسددا (1)

[ليلة المبيت]

وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يعرض نفسه في كل موسم على قبائل العرب، فلم يجبه أحد منهم ومضى بنفسه إلى الطائف فلم يقبلوه، إلى أن عرض نفسه في بعض المواسم على الأوس والخزرج من أهل يثرب، فوفقهم الله للإسلام وأسلم منهم نفر وبايعوه ومضوا بخبره، وكانوا جيران يهود يسمعون منهم أنه قد أطل خروج نبي يجدونه في كتبهم، فكان ذلك من أسباب سعادتهم، ووفد عليه وفد بعد وفد منهم يسلمون، فأذن رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه في الهجرة إليهم، فهاجر إليهم جماعة من المسلمين، فلما رأت بنو عبد شمس ذلك وعلموا أنه قد صار له حزب وناصرون وملجأ، خافوا ذلك واجتمعوا في دار الندوة وحضرهم فيما يقال إبليس اللعين في

Shafi 134