فأمست قريش يفرحون لفقده
ولست ترى حيا لشيء مخلدا
رجاة أمورا زينتها حلومها
لهم سوف توردهم من الغي موردا
يرجون تكذيب النبي وقتله
وأن يفتروا بهتا عليه ويجحدا
كذبتم وبيت الله حتى نذيقكم
صدور العوالي والصفيح المهندا
ويبدو منا منظر ذو كريهة
إذا ما تسربلنا الحديد المسردا
فإما تبيدونا وإما نبيدكم
وإما تروا سلم العشيرة أرشدا
وإلا فإن الحي دون محمد
بنو هاشم خير البرية محتدا
وإن له منكم من الله ناصرا
ولست بلاق صاحب الله أوحدا
نبي أتى من كل وحي بخطة
وسماه ربي في الكتاب محمدا
أغر كضوء البدر صورة وجهه
جلى الغيم عنه ضوءه فتوقدا
أمين على ما استودع الله قلبه
وإن قال قولا كان فيه مسددا (1)
[ليلة المبيت]
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يعرض نفسه في كل موسم على قبائل العرب، فلم يجبه أحد منهم ومضى بنفسه إلى الطائف فلم يقبلوه، إلى أن عرض نفسه في بعض المواسم على الأوس والخزرج من أهل يثرب، فوفقهم الله للإسلام وأسلم منهم نفر وبايعوه ومضوا بخبره، وكانوا جيران يهود يسمعون منهم أنه قد أطل خروج نبي يجدونه في كتبهم، فكان ذلك من أسباب سعادتهم، ووفد عليه وفد بعد وفد منهم يسلمون، فأذن رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه في الهجرة إليهم، فهاجر إليهم جماعة من المسلمين، فلما رأت بنو عبد شمس ذلك وعلموا أنه قد صار له حزب وناصرون وملجأ، خافوا ذلك واجتمعوا في دار الندوة وحضرهم فيما يقال إبليس اللعين في
Shafi 134