ان العامة لا تصلح لاختيار الامام لجهلها وغلبة الا هواء عليها. وهذه المهمة ملقاة على عاتق الخاصة التي بوسعها معرفة من يستحق الامامة دون سواه.
والامام يفرض نفسه على الناس بسيرته واعماله ومواقفه واقواله، بحيث يدفعهم للاقرار بفضله وتقديمه على نحو ما قدم عمرو بن عبيد عند المعتزلة، ومرداس بن ادية عند الخوارج. وقد وردت هذه الآراء مفصلة في رسالة العثمانية ورسالة الحكمين.
المسألة الثانية هي الوطنية. وهي تعني تعلق الانسان بالارض التي يعيش عليها، بحيث يفضلها على غيرها من البلدان، ويتعصب لها ويدافع عنها ضد الاعداء او المغتصبين. عالج ابو عثمان هذه المسألة في رسالة الاوطان والبلدان، وعاد الى الحديث عليها في رسالة الترك وعامة جند الخلافة. ويمكن اعتبار الجاحظ رائدا في هذه القضية التي اكتسبت أهمية عظمى في العصر الحديث.
والمسألة الثالثة هي الصراع الحزبي الذي شغل ثلاث رسائل: العثمانية، والحكمين، والعباسية. كان يوجد ثلاثة احزاب هامة تصطرع على السلطة هي: الشيعة والعباسية والعثمانية. وقد شرح الجاحظ نظرية الشيعة في الامامة في رسالة استحقاق الامامة التي نشرناها ضمن رسائل الجاحظ الكلامية لأنه يعالجها هناك من منطلق كلامي. وعاد الى معالجة النظرية من منطلق سياسي في رسالة الحكمين ورسالة العثمانية. وشرح نظرية العباسية او حزب بني العباس في رسالة العباسية، كما شرح نظرية العثمانية او حزب ابي بكر وعمر وعثمان واتباعهم في رسالة العثمانية ورسالة العباسية. وهناك فئة من العثمانية سماهم الجاحظ بالسفيانية والغيلانية والمروانية والنابتة ايدوا خلافة معاوية، سرد آراءهم في رسالة الحكمين ورسالة النابتة التي نشرناها ضمن رسائل الجاحظ الكلامية لأنها تنطوي على قضايا تخص علم الكلام.
والمسألة الرابعة هي الصراع القبلي التمثل بالمنافسة القديمة التي ترقى الى العصر الجاهلي بين بطنين من بطون قريش على الحكم هما عبد شمس وهاشم.
1 / 6