[٩] قوله ﷺ: «من كنت مولاه فعلي مولاه»
٢٣ - أخبرنا أبو يعلى علي بن عبيد الله بن العلاف البزار إذنًا قال: أخبرنا عبد السلام بن عبد الملك بن حبيب البزار قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عثمان قال: حدثنا محمد بن بكر بن عبد الرازق، حدثنا أبو حاتم مغيرة بن محمد المهلبي قال: حدثني مسلم بن إبراهيم، حدثنا نوح بن قيس الحداني، حدثنا الوليد بن صالح عن امرأة زيد بن أرقم قالت: أقبل نبي الله من مكة في حجة الوداع حتى نزل ﷺ بغدير الجحفة بين مكة والمدينة، فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ثم نادى: الصلاة جامعة! ⦗٤٥⦘ فخرجنا إلى رسول الله ﷺ في يوم شديد الحر، وإن منا لمن يضع رداءه على رأسه وبعضه على قدميه من شدة الرمضاء، حتى انتهينا إلى رسول الله ﷺ فصلى بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال: «الحمد لله نحمده ونستعينه، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، الذي لا هادي لمن أضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد: أيها الناس! فإنه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف من عمر من قبله، وإن عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة وإني قد أسرعت في العشرين وإني يوشك أن أفارقكم، ألا وإني مسئول وأنتم مسئولون فهل بلغت فماذا أنتم قائلون؟»، فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون: نشهد أنك عبد الله ورسوله، قد بلغت رسالته، وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره، وعبدته حتى أتاك اليقين، جزاك الله عنا خير ما جزى نبينًا عن أمته. فقال: «ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وتؤمنون بالكتاب كله؟» قالوا: بلى. قال: «فإني أشهد أن قد صدقتكم، وصدقتموني، ألا وإني فرطكم، وإنكم تبعي، توشكون أن تردوا علي الحوض، فأسألكم حين تلقونني عن ثقلي، كيف خلفتموني فيهما»، قال: فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان، حتى قام رجل من المهاجرين وقال: بأبي وأمي أنت يا نبي الله ما الثقلان؟ قال ﷺ: «الأكبر منهما كتاب الله تعالى: سبب، طرف بيد الله وطرف ⦗٤٦⦘ بأيديكم، فتمسكوا به ولا تضلوا. والأصغر منهما عترتي، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي! فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم. فإني قد سألت لهم اللطيف الخبير فأعطاني، ناصرهما لي ناصر، وخاذلهما لي خاذل، ووليهما لي ولي، وعدوهما لي عدو. ألا وإنها لم تهلك أمة قبلكم حتى تتدين بأهوائها، وتظاهر على نبوتها، وتقتل من قام بالقسط». ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ﵇ فرفعها، ثم قال: «من كنت مولاه فهذا مولاه، ومن كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه». قالها ثلاثًا. هذا آخر الخطبة.
1 / 44