جلس القاضي للمناظرة وله نحو من ثمان وعشرين سنة، وولي القضاء وله خمس وثلاثون سنة فسار بأحسن سيرة، كان هينًا من غير ضعف، صليبا في الحق تفقّه على أبي عبد الله التميمي وصحب أبا إسحاق بن جعفر الفقيه ولم يكن أحد بسبتة في عصره أكثر تواليف منه.
قال صاحب الصلة: وقدم علينا قرطبة فأخذنا عنه بعض ما عنده.
قال ابن الخطيب: وبنى الزيادة الغربية في الجامع الأعظم وبنى في جبل المينا الراتبة الشهيرة وعظم صيته.
وفاته:
ولما ظهر أمر الموحدين بادر إلى المسابقة بالدخول في طاعتهم ورحل إلى لقاء أميرهم بمدينة سلا فأجزل صلته وأوجب بره إلى أن اضطربت أمور الموحدين عام ثلاثة وأربعين وخمسمائة فتلاشت حاله ولحق بمراكش مشردًا عن وطنه فكانت بها وفاته في شهر جمادى الأخيرة وقيل في شهر رمضان سنة أربع وأربعين وخمسمائة. وقيل إنه مات مسمومًا سمه يهودي ودفن رحمه الله تعالى بباب ايلان داخل المدينة.
تواليفه:
لم يكن أحد بسبتة في عصره أكثر تواليف منه، له التصانيف المفيدة البديعة منها:
- إكمال المعلم في شرح صحيح مسلم.
- مشارق الأنوار في تفسير غريب حديث الموطأ والبخاري ومسلم وضبط الألفاظ والتنبيه على مواضع الأوهام والتصحيفات وضبط أسماء الرجال وهو كتاب لو كتب بالذهب أو وزن بالجوهر لكان قليلًا في حقه وفيه أنشد بعضهم:
مشارق الأنوار تبت بسبتة ... ومن عجب كون المشارق بالغرب
1 / 11