400000 فدان
الجملة
700000 فدان
وهذه البحيرات كلها في شمال الدلتا، وكانت على ممر العصور والدهور بحيرات، فبحيرة مريوط روى لنا وصفها استرابون (المجلد السابع عشر، الفقرة السابعة) باسم مريوطس، وبحيرتا أبي قير وإدكو وجدتا كما هما على الدوام، وبحيرة البرلس تكلم عنها هيرودوت (الجزء الثاني، الفقرة 156) فقال إنها بحيرة واسعة الأرجاء عميقة القاع، ويوجد في وسطها معبد أبلون
Appollon
في جزيرة قرب مدينة بوتو (أبتوا الحالية)، وبحيرة المنزلة قص لنا عنها استرابون (المجلد 17، الفقرة 20) فقال إنها بحيرة كبيرة فوق مصبي فرعي النيل المنديزي والتانيتي، ثم ذكر في «الفقرة 21» أنه يوجد سلسلة بحيرات ومستنقعات بين مصبي الفرعين التانيتي والبيلوزي.
فجميع هذه الأوصاف تنطبق الآن على القسم الشمالي من الدلتا انطباقا تاما، وتذهب بنا إلى القول بضعف النظرية القائلة بخسف هذا القسم.
وعلى ذلك نحذف مسطح هذه البحيرات، وهو 700000 فدان من الأرض الصالحة للزرع، وهي 7300000 فدان، فيكون الباقي 6600000 فدان، ومن ثم فالعدد 6000000 يجب اعتباره الحد الأدنى لا الأعلى.
المبحث الثاني
إن الشرطين الأساسيين اللازمين لإنجاح الزراعة وعدم ضياع ما يبذل فيها من الجهود سدى؛ هما كثرة السكان وخصب الأرض، وهذان الشرطان كانا متوافرين في مصر في عصر الفراعنة؛ إذ إنه كان يوجد بها من السكان ما لا يقل عن ثمانية عشر مليون نسمة، كما سنبين ذلك فيما بعد، ومن الأفدنة المزروعة ما مساحته ستة ملايين، وهذا القدر كان ضروريا لإعالتهم وتغذيتهم.
Shafi da ba'a sani ba