قال غانم: بالحق نطقت، فدعنا من قول سعيد وأفدنا عن رأيك.
قال: ينحصر رأيي في كلمة واحدة هي كلمة الانتقام.
قال غانم: الصواب عند قولك، لا ريب أن هماما وأخته سيدة عبثا بي، إذ خاطباني بزواج فؤاد بسعدى وهما يعلمان من أموره ما يعلمان.
قال خليل: قد عرفا ولا شك كل هذه الأمور، وقد رأيت هماما في القرافة عندما أبصرت عفيفة مع فؤاد فوق ضريح الأم.
قال غانم: أصبت ولا ريب فيما تقول، فأبن عن أفكارك، وكيف تنتقم من ذلك الوغد الزنيم؟
قال خليل: لو أن الإهانة لحقتني رأسا لتدبرت الأمر بنفسي، ولم أستعن بأحد، ولكنها لحقتنا جميعا، وكانت الجناية علينا عظيمة، ألبستنا أيما عار، فأرى أن نكيل لفؤاد بكيله، ونسعى في هدم شرفه وفضيحة اسمه برفع أمره إلى محكمة جنائية؛ فتناله العقوبة التي يستحقها، ثم أريق دمه هدرا، فنغسل به ما لحقنا من العار والشنار.
قال خليل: نقيم عليه إذن دعوى في شأنه.
قال غانم: ومن الضروري أيضا مطالبته بحقوق مدنية على أني أخشى إبطال دعوانا، فيحكم علينا بالمصاريف والرسوم والتضمينات، فيكون الحمل باهظا على عنقنا.
قال خليل: من المستحيل أن تخسر الدعوى، فنجاحها مؤكد عندي.
قال غانم: وباسم من نرفعها؟ فوالله إني خائف وجل من العاقبة.
Shafi da ba'a sani ba