قال فؤاد: لا أذهب من هنا قبل أن أسمع قصتك وما تريدين مني، ولا بأس عليك ولا علي من حضور عمك، وأنا قادر على دفعه إن استطال، أو قصدنا بشر فسكني البال وأمني الخاطر.
قالت: أنت شجاع حازم وعزوم، وأنا ضعيفة القلب، انظر كيف أرتعش.
قال: بي مثل ما بك من الخفقان في القلب، ثم أخذ يدها فجعلها على قلبه.
فاحمر وجهها وحاولت الهرب منه، ثم أطرقت في الأرض حياء، وقالت: لا تؤاخذني، فقد أجريت ذكر القلب والارتعاش عرضا فلم أنتبه.
قال: لو رأيت الخوض فيما ترغبينه فإني منصت إليك.
قالت: ستصبح أيها السيد الكريم عما قليل من الزمان قريبا لنا بزواجك بابنة خالي، فبحق حرمتها أسألك الرأفة بوالدتي، فإنها منهوكة، وأنت قادر على إنقاذها من الويل والنكد.
قال: تحلفيني بابنة خالك، وأنا لم أتزوج بعد بها؟!
قالت : أحلفك بها، فإن لها أيها السيد السند بقرب منزل والدها بيتا صغيرا كنا نسكنه في حياة المرحوم والدي. وهنا انحدرت دموع الفتاة حزنا على والدها، وأخرجت من جيبها علبة فقبلتها.
فقال لها فؤاد: رأيت هذه العلبة معك أمس.
قالت: نعم هذه العلبة التي رأيتها أحفظها على قلبي فلا تفارقني، وفيها رسم والدي المحبوب، ولم ينظر هذا الرسم أحد، وقد أخفيته عن والدتي شفقة على قلبها، ولا بأس عليك أن تراه.
Shafi da ba'a sani ba