وقد نهضت تحاول الانصراف، فسمعت من خارج الغرفة صوتا يقول: لا حاجة إلى الاستئذان فإني أدخل دونه.
فأسرع المركيز فأقفل الباب من الداخل وهو يقول: هو ذا الطبيب بولتون.
فذعرت ألن وقالت: بولتون ... إنه سيفضح أمري إذا وجدني هنا، فأزاح المركيز ستارة عن باب آخر في الغرفة وقال لها: إن هذا الباب يؤدي إلى الحديقة فاذهبي أيتها الحبيبة؛ فقد رددت الحياة إلي.
وكان الطبيب لا يزال يناضل الخدم عند الباب ففتح المركيز الباب ودخل الطبيب وهو يقول: لقد كنت أحسب أني أحاصر حصنا؛ فقد أصبحت غرفتك شبه قلعة.
فقال له المركيز: إني كنت نائما على الكرسي فلم أسمع صوتك؛ فاعذرني أيها الصديق.
ثم مد له يده وصافحه، فجلس الطبيب بجانبه، وجعل يتفرس بوجهه بإعجاب ويقول: لقد صدق من قال إن الأسفار تحيي نضارة الشباب؛ فإني أرى إله الجمال ممثلا في المركيز روجر.
قال: ولكني عاتب عليك؛ فقد كنت أرجو أن أراك ساعة عودتي.
قال: لم يشغلني عن زيارتك شاغل، ولكني صبرت إلى أن تنتهي الحفلات الرسمية.
وقد طالما خطر لي أن أتبعك إلى أميركا، ولكن الشياطين ملأت كل جيوبي فلم تتسع لسواها.
إذا كان قد أعوزك المال فلماذا لم تطلبه من وكيلي؟ فحك أذنه وقال وهو يبتسم: لقد فعلت فأعطاني، ولكن النقود التي أعطاني إياها كانت أسرع مني في السير، فلما جاء موعد السفر وجدت أنها سبقتني. - إلى أين؟ - إلى الخمارة.
Shafi da ba'a sani ba