وبعد هنيهة أقبل ناثائيل فارتعشت إذ عرفت به أباها، ولكنها أسرعت إلى ضبط نفسها؛ فإن النساء أشد من الرجال في هذه المواقف.
أما أبوها، فإنه انحنى أمامها وقال لها: ماذا تأمرين يا سيدتي؟ قالت: لا شيء، ولكني أريد أن أسألك عن هذه العلبة.
فبرقت عيناه؛ إذ عرف أنها بنته، وقد أدهشه جمالها حتى خيل له أنه يحلم، فقال: رباه ماذا أرى؟ أأنت هي توبسي؟ إنك غدوت أجمل من الملكات.
فقالت له بلهجة ملؤها العظمة: إنك واهم، فما أنا هي التي تدعوها بهذا الاسم.
وقالت له خادمتها التي كانت تصحبها: أتجسر أيها الوقح أن تخاطب ابنة السير روبرت فالدن بهذه اللهجة؟
قال: إنها بنتي. ومتى كان الأب يجامل بنته؟
ثم دنا منها، وحاول أن يعانقها؛ فتراجعت عنه بأنفة وقالت له: احذر أن تدنو مني.
قال: لقد قلت لك إنك بنتي، وسأثبت قولي بالبرهان.
وقد حاولت أن تخرج من ذلك المخزن، غير أن أباها تصدى لها عند العتبة، وجعل يتكلم بصوت مرتفع، حتى احتشد الناس عند باب مخزنه؛ فخاطبهم قائلا: نعم نعم إنها بنتي. انظروا أيها الناس، ألا ترون هذه السيدة الحسناء؟! إنها بنتي وقد سرقوها مني.
فتقدمت خادمتها، وحاولت أن تشق الزحام كي تدع سيدتها تمر، فاعترضها أحد الحضور، فدفعها إلى داخل المخزن وقال لها: دعي هذا الرجل يتكلم.
Shafi da ba'a sani ba