146

فوقف روبرت مطرقا مفكرا يقول في نفسه: إن هذا الرجل شديد، فكيف السبيل إلى إكراهه على الاعتراف، ومع ذلك فلا بد للحقيقة أن تظهر وأن يحل الولد الشرعي محل اللقيط.

وقد ترك الحديقة وانصرف، فلم يسر بضع خطوات حتى التقى بالطبيب بولتون، فحياه الطبيب وقال له: إني كنت أحسبك في إيكوسيا أيها الصديق.

قال: لقد كنت فيها وعدت أمس. - إني رأيتك خارجا من قاعة الملك، فهل أصبحت من الحاشية؟ - كلا. ولكني أدخل إلى الملك حين أحتاج إلى مقابلته وأسأل العدل. - ألعلهم أساءوا إليك؟ - كلا. بل أساءوا إلى رجل كانوا يحسبونه ميتا وهو حي يرزق. - إني أعلم ما تعنيه؛ فإنك تريد بهذا الرجل ليونيل ابن اللورد إسبرتهون الثاني. - بل وريثه الوحيد بعد موت أخيه المركيز. - أيها الصديق أسألك المعذرة؛ لأني لم أنتبه إلى حالتك العقلية حين رأيتك، وأنت تعلم أني طبيب.

فقبض روبرت على ذراعه فهزه بعنف وقال له: إنك تعلم يقينا بأني لست من المجانين. - وأنا أريد أن أعتقد هذا الاعتقاد إلا إذا عدت إلى مباحثتي في هذه الشئون؛ فإني التقيت الآن بالمركيز روجر وأنت تقول إنه ميت؟ - ليس هو بالمركيز روجر، بل هو ابن سينتيا. - أأنت تصدق وشايات توبسي التي جعلتها ابنة أخيك؟

فنظر إليه محدقا وقال له: إنه يجب أن تكون واقفا على هذه الحقيقة أكثر من سواك؛ فقد كنت طبيب اللورد الخاص. - لا شك أني أعرفها . - إذن تكلم. - أتريد؟ - بل ألتمس منك أن تقول الحقيقة. - إذن فاعلم أيها الصديق أنك على وشك الجنون، وأن خير ما تفعله هو أن تعد أمتعتك وتسافر إلى أوربا؛ فإن السفر مفيد في هذه الحالات.

ثم حياه وانصرف؛ فضرب السير روبرت الأرض برجله مغضبا وقال: إن جميع الناس من حزبه فليس لي به حيلة. •••

ولنعد الآن إلى ألن وليونيل، فإنهما خرجا من لندرا إلى إحدى القرى فباتا فيها، وعند الصباح سألها ليونيل قائلا: إلى أين نذهب؟

قالت: إن عمي وروجر سيطوفان إنكلترا للبحث عنا، وخير ما أراه أن نذهب إلى منزل أمك في إيكوسيا، وهناك ندعو كاهنا من إحدى القرى فيعقد زواجنا ثم نعود، ولا خوف علينا من أحد.

فوافقها إلى ما أرادت، وسافرا إلى هوتغور فأقاما كل يومهما مختبئين في أحد فنادقها.

وفي اليوم التالي أرادا استئناف السفر، فقال له صاحب الفندق: إن الخيل لا تعود قبل ساعتين؛ فاضطر العاشقان إلى الصبر ساعتين مرت بهما مرور عامين، وكان ليونيل يخرج من حين إلى حين إلى الطريق مفتقدا قدوم الخيل.

Shafi da ba'a sani ba