145

قال: ليكن ما تريد.

ونزل الاثنان إلى الحديقة، وجلسا تحت شجرة غضة، فبدأ السير روبرت الحديث فقال: إني تغيبت عن لندرا أيها المركيز مدة أسبوعين.

فأجابه بجفاء قائلا : نعم. وقد عرفت أيضا أنك سافرت على أثر جلسة سرية عقدت في نادي هرمين كما أظن.

قال: أعرفت ذلك؟

فأجابه بعظمة قائلا: نعم. وقد عرفت أنك اتفقت مع مس ألن على اختطاف امرأة نورية تدعى سينتيا، وكانت تقول إنها أمي. - إنك ما دمت قد بدأت أنت سرد هذه الحوادث، فقد هانت علي مهمتي. - كيف ذلك؟ - إن هذه المرأة التي تقول أنها أمك، والتي أخذها عمال مستشفى بلدام بحجة أنها هاربة منه، لم توجد فيه. - إني أعرف ذلك، فقد عهدت إلى الطبيب بولتون معالجتها. - ألعلك تعتقد أنها مجنونة؟ - نعم. وإنك سافرت منذ أسبوعين إلى إيكوسيا، واجتمعت بكثيرين من أعضاء مجلس اللوردية ... خابرتهم بشأن نفي طائفة النور. - هو ذاك. فإني أريد طرد النور من إنكلترا، وهي خير طريقة لإكراه المزورين على الجلاء. - ولكن هذه الطائفة لا تنكر أصلها. - أتعتقد ذلك؟ - أصغ إلي يا سير روبرت، فلا حاجة إلى المعميات بيننا؛ فإني أعلم ماذا تفتكر. - ماذا؟ - إنك تحسبني ابنا غير شرعي للورد إسبرتهون، وأن أمي هي سينتيا، ولكني في عيون الملك والنبلاء والناس المركيز روجر، وقائد فرقة فرسان الملك، وإني لا أقول لك إذا كنت مخطئا أو مصيبا في اعتقادك؛ فإن من كان مثلي لا يتدانى إلى تبرئة نفسه. - ولكن ماذا تقول إذا أثبت اعتقادي بالبراهين؟ - إن براهينك ضرب من المحال، ولكن أصغ إلي فإنك معروف بإخلاصك للادي سيسل، وبأنك تحب ولدها كأنه ولدك. - هو ذاك؛ ولذلك أردت أن أرد له ميراث أبيه. فابتسم روجر وقال: أليس من العجيب أن تكون شيخا وأن أكون فتى فتثور حدتك وأسكن؟ ألا تريد أن تصغي إلي بسكينة؟ - إني مصغ. - أقول إنك إذا كنت تحب ليونيل حقيقة فلا تخاطر بمستقبله؛ فقد شاطرته أموالي.

فقاطعه قائلا: إنك لو كنت ابن اللورد الشرعي ...

فبرقت عينا المركيز وقال: إني أمنعك عن أن تشك بمولدي إلى أن تبرهن لإنكلترا بجملتها على صحة ما تقول.

فهاج ثائره وقال: إني أعلم كيف أكرهك على الاعتراف.

فأجابه قائلا: كفاك هياجا؛ فإننا إذا تبارزنا قتلتك لا محالة فنحرم ليونيل من وصيه وحاميه الوحيد، واعلم أني فتى ويقال بأني باسل وأن إنكلترا على وشك إثارة الحرب. ألا يجوز أن أقتل في غمارها وأنا في طليعة فرقتي؟ - ولكني لا أشير على ليونيل أن ينتظر هذه الصدفة. - وأنا أرى أنه لا سبيل إلى الاتفاق بيننا، وإنك تريد الخصام. فليكن ما أردت. - ليكن. - ولكنك مخطئ يا سير روبرت. - لا يخطئ من يعمل بما يوحيه إليه الواجب. - إذن أنت تريد الخصام. - نعم. - وستطلب إلى البرلمان نفي طائفة النور. - هذا لا ريب فيه. - وأنا سأدافع عنها ... إلى اللقاء.

ثم حياه وانصرف.

Shafi da ba'a sani ba