قال: كلا. - أريد أن أعلم على الأقل لمن أنا مدين بهذه الحماية السرية. إني أريد، أفهمت؟ - وإذا أبيت أن أقول؟ - إني أعرف عند ذلك كيف أكرهك على التصريح.
فابتسم جان ابتسام المطمئن وقال له: لقد كان ابن عمك السير جيمس يزاحمني في امرأة أهواها وقد اختطفها مني فانتقمت منه بإنقاذك.
ثم أفلت منه وخرج من النافذة مقتفيا أثر الخادم فتوارى في الظلمات.
أما روجر فإنه وضع يده على جبينه وقال: إنه كذب. نعم إنه كاذب في ما قال . •••
قبل ذلك بساعة كانت مس ألن قد استفاقت من إغمائها الكاذب، فجعلت تبتسم هازئة بمروءة المركيز الذي ضحى نفسه من أجل أخيه، وقد سمعت وقع خطوات كما تقدم ففتحت النافذة وأطلت منها، فلم تر ما يحمل على الريبة، فعادت وهي تلوم نفسها وتقول: ترى ممن أخاف وقد مات جان دي فرانس؟
ولكنها لم تكد تتم جملتها حتى فتح الباب فذعرت ذعرا عظيما؛ إذ رأت شمشون يصحبه نوري آخر وسينتيا أخت جان، وحاولت أن تأخذ غدارة معلقة بالجدار، ولكن شمشون كان أسرع إليها منها إلى الغدارة؛ فقبض عليها وكمم النوري الآخر فمها، وأوثقت سينتيا يديها، فحملها شمشون وخرج الجميع بها وهي شبه مغمى عليها لاضطرابها لا تدري إلى أين يذهبون بها.
وأما ليونيل فقد كان تأثره شديدا من مروءة أخيه حين قال له: إنك تحب مس ألن وستتزوجها، وكان سروره عظيما حين عرف حقيقة نسبه، وأيقن أنه من عظماء الأشراف.
وفي اليوم التالي ذهب إلى أخيه فلم يجده، ولكنه كان قد ترك له رسالة يقول له فيها: إني مهتم بتحقيق سعادتك فلا تجزع وكن من الصابرين.
وقد عاد في الليل إلى أخيه فلم يجده، وفي صباح اليوم التالي ضاق صدره ولم يعد يطيق الصبر، فذهب إلى منزل السير روبرت فطرق الباب وجاءه خادم فقال له: سل مس ألن إذا كانت تريد أن تقابلني.
فقال له الخادم: إنها لو كانت هنا يا سيدي لما كانت استفاقت الآن. - ماذا تقول؟ أما هي هنا؟ - كلا يا سيدي. - إذن أين هي؟ - لقد وردت إليها رسالة مساء أمس فركبت مركبة وذهبت بها. - من أين أتت هذه الرسالة؟ - لا أدري. ولكن الذي جاء بها كان أحد خدم المركيز دي إسبرتهون؛ فقطب ليونيل حاجبيه وقال: إلى أين ذهبت؟ - أظن أنها ذهبت إلى منزلها الصيفي.
Shafi da ba'a sani ba