قال: كل الإصرار.
فعاد الرئيس إلى تلاوة الكتاب وقال:
أما هذا الطفل الذي أبدل بابن اللورد، أي ابن سينتيا النورية ، فهو يدعى اليوم المركيز روجر دي إسبرتهون.
فصاح روجر قائلا: هذا زور وبهتان.
وعند ذلك سمع الأعضاء صيحة أخرى وهي صيحة أم، ثم فتح باب ودخلت منه امرأة منبوشة الشعر وقد جحظت عيناها فركضت إلى روجر فطوقته بذراعيها وقالت للرئيس: رحماك رحماك أشفق على ولدي. ارحم شبابه، ولا تحكم عليه بالموت، فهو بريء وأنا المجرمة. أتقتلون ولدي ...؟ ولدي أميري الذي لا أحب غيره في الوجود. انظروا إليه ما أجمله!
أما روجر فإنه أبعدها عنه بعنف وخاطبهم قائلا: أيها اللوردية إن هذه المرأة إذا كانت قالت الحق وأثبتت أني لست ابن اللورد إسبرتهون. أرجوكم أن تنفذوا بي حكم الإعدام في الحال.
ثم مشى إلى النعش فركع أمامه وقال لسينتيا: أنت يا من تدعين أنك أمي، هاتي برهانك إن كنت صادقة، وأنت أيها الجلاد تأهب.
ولكنه قبل أن يتم حديثه سمع ضجيج في الخارج، ثم طرق الباب بعنف، وسمعوا صوتا يقول: افتحوا باسم الشرع.
فأمر الرئيس بفتح الباب، فدخل رجل بملابس البوليس كان يتبعه رجل بالملابس المدنية واثنان بملابس عمال المستشفيات، فانحنى البوليس مسلما وقال لهم: أسألكم المعذرة أيها الأسياد لإزعاجكم، ولكنني ما أتيت إلا بمهمة سلمية، ولا أسألكم عن هذا النعش فما أتيت إلا لأساعد الطبيب ملتون وهو طبيب مستشفى المجانين في بلدام؛ فإن مجنونة هربت من المستشفى وجنونها ينحصر في كونها تدعي أنها أم فخامة اللورد إسبرتهون.
فكان لهذا الكلام أشد وقع على الحاضرين، ونظرت سينتيا إلى ما حواليها، وقد كاد يذهب صوابها، ولكنها فهمت كل ما جرى؛ فدنا الطبيب من الرئيس وقال له: إني كنت طبيب اللورد إسبرتهون الخاص حين كان حاكم الهند، وقد شهدت ولادة ابنه، ورأيته يترعرع حتى بلغ مبالغ الشباب، فلما جاءوني بهذه المنكودة وسمعتها تدعي أنها أم المركيز أيقنت من فوري أنها مجنونة، وأدخلتها إلى المستشفى.
Shafi da ba'a sani ba