190

يا أيتها الآلهة القادرة! ها أنا ذا أخلع الدنيا وأفارق الحياة. تحت بصرك ألقي بيد الصبر ما تحملت من عظيم البلوى، ولو أني استطعت أن أحملها بعد يومي هذا، بغير كفر بك، ولا اعتراض لقضائك الذي لا مرد له؛ لاحترقت ذبالة حياتي المهينة من تلقاء نفسها، وإذا كان إدغار على قيد الحياة فباركي عليه أيتها الآلهة، والآن ودائما أيها الرفيق (يسجد إلى الأمام) .

إدغار :

وداعا يا سيدي، لقد ذهبت. (لنفسه)

أشفق أن يبلغ الوهم بصاحبه مبلغا يسترق منه كنز الحياة، ولا سيما إذا استهدفت الحياة بملكها للمسترق. ولعمري لو أنه كان قائما حيث يزعم أني وضعته، لما بقي حتى الآن من رشده ذماء. تراه حي أم ميت؟ هيا أنت أيها السيد! يا صاحبي، أسامع أنت كلامي؟ يا سيدي، تكلم. قد يلوح الميت كذلك، ولكني أرى وعيه يرتد إليه. من أنت يا سيدي؟

غلوستر :

إليك عني ودعني أموت بسلام.

إدغار :

يا عجبا! لو أن جسمك مصوغ من تبن أو ريش أو من هواء حين هويت على الأرض من هذا العلو الشاهق لتهشمت كما تتهشم البيضة؛ بيد أني أراك تتنفس، وأرى جسمك من مادة ثقيلة، ثم أراك لا تدمى، وأجد أنك تتكلم، وأن كل ما فيك سليم، وأنت لو أقمت عشر أسوار بعضها فوق بعض لم تبلغ طول الهاوية التي سقطت فيها. حياتك بعد هذا إحدى العجائب. دعني أسمع صوتك مرة أخرى.

غلوستر :

ولكن خبرني أسقطت أنا فعلا أم لم أسقط؟

Shafi da ba'a sani ba